بكرت علي وقالت اخ ... تر خصلة من خصلتين .
إما الصدود أو الفرا ... ق فليس عندي غير ذين .
فأجبتها ومدامعي ... تنهل فوق الوجنتين .
لا تفعلي إن حان ص ... دك أو فراقك حان حيني .
وكأنما قلت انهضي ... فمضت مسارعة لبيني .
ثم استقلت أين حل ... ت عيسها رميت بأين .
ونوائب أظهرن أيا ... مي إلي بصورتين .
سودنها وأطلنها ... فرأيت يوماً ليلتين .
هل بعد ذلك من يعر ... فني النضار من اللجين .
فلقد جهلتهما لبع ... د العهد بينهما وبيني .
متكسباً بالشعر يا ... بئس الصناعة في اليدين .
كانت كذلك قبل أن ... يأتي علي بن الحسين .
فاليوم حال الشعر ثا ... لثة لحال الشعريين .
أغنى وأعفى مدحه ال ... عافين عن كذب ومين .
وهذه القصيدة عملها الصوري في علي بن الحسين والد الوزير أبي القاسم المغربي . واتفق أنه كان في عسقلان رئيس يقال له : ذو المنقبتين فجاءه بعض الشعراء وامتدحه بهذه القصيدة ؛ وزاد في مديحها من نظمه : .
ولك المناقب كلها ... فلم اقتصرت على اثنتين ؟ ! .
فأصغى الرئيس إلى إنشادها واستحسنها وأجزل جائزته . فلما خرج من عنده قال له بعض الحاضرين : هذه القصيدة لعبد المحسن الصوري ! .
فقال : أعلم ذلك وأنا أحفظ القصيدة ثم أنشدها فقال له فكيف عملت معه هذا العمل ؟ ! .
قال : لم أعطه إلا لأجل قوله : ولك المناقب كلها... البيت فإن هذا لم يكن عبد المحسن وأنا ذو المنقبين فأعلم قطعاً أن هذا البيت ما عمل إلا في ! .
ومن شعر الصوري : .
عندي حدائق شكر غرس أنعمكم ... قد مسها عطش فليسق من غرسا .
تداركوها وفي أغصانها رمق ... فلن يعود إخضرار العود إن يبسا .
واجتاز يوماً بقبر صديق له فأنشد : .
عجباً لي وقد مررت على قبر ... كيف اهتديت قصد الطريق .
أتراني نسيت عهدك يوماً ؟ ... صدقوا ما لميت من صديق .
ولما ماتت أمه وجد عليها وجداً كثيراً وقال بعدما دفنها : .
رهينة أحجار ببيداء دكدك ... تولت فحلت عروة المتمسك .
وقد كنت أبكي إن تشكت وإنما ... أنا اليوم أبكي أنها ليس تشتكي .
ومن شعره : .
جزاك الله عن ذا النصح خيراً ... ولكن جاء في الزمن الأخير .
ومذ صار نفوس الناي حولي ... قصاراً عدت ذا أمل قصير .
ومنه : .
ومعتذر العذار الى فؤادي ... لجزم سابق من مقلتيه .
وكم رمت السلو فأعرضت بي ... عن الإعراض خضرة عارضيه .
ولما قلت إن الشعر يسعى ... لقلبي في الخلاص سعى عليه .
ومنه : .
بالذي ألهم تعذيبي ... ثناياك العذابا .
ما الذي قالته عيناك ... لقلبي فأجابا .
ومنه : .
وتريك نفسك في معاندة الورى ... رشداً ولست إذا فعلت براشد .
شغلتك عن أفعالها أفعالهم ... هلا اقتصرت على عدو واحد ؟ .
المسند أمين الدين ابن الصابوني .
عبد المحسن بن أحمد بن محمد بن علي . الشيخ المسند أمين الدين أبو الفضل شهاب الدين ابن الحافظ جمال الدين أبي حامد ابن الصابوني .
ولد في سابع عشر ذي الحجة أو القعدة سنة سبع وخمسين وست ماية .
وتوفي ليلة السبت سادس جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وسبع ماية بمصر .
وصلي عليه من الغد ودفن بالقرافة .
أجاز لي بخطه المرتعش المعوج سنة ثمان وعشرين وسبع ماية .
القاضي علاء الدين ابن رزين .
عبد المحسن بن عبد اللطيف بن محمد بن الحسين بن رزين . القاضي الإمام العالم علاء الدين ابن القاضي بدر الدين ابن قاضي القضاة تقي الدين . سمع من العز الحراني وغازي .
وتوفي ليلة الإثنين عاشر شعبان سنة ثلاث وثلاثين وسبع ماية .
أجاز لي بخطه في رابع المحرم سنة تسع وعشرين وسبع ماية بالقاهرة .
وقد تقد ذكر والده وجده .
سمعت خطابته ودرسه غير مرة . وكان فصيحاً بليغاً ودرسه بسكون لا يتكلم فيه أحد غيره