عبد الملك بن حميد مولى حاتم بن النعمان الباهلي من أهل حران . كان كاتباً متقدماً . قلده المنصور كتابته ودواوينه وكانت له عنده منزلة رفيعة . ولما بنى مدينة السلام قسمها أرباعاً ؛ فجعل الربع منها إلى عبد الملك بن حميد الكاتب . ولعبد الملك قطيعة وربض بعرف به بالجانب الغربي من بغداد . ولم يزل على حاله عنده إلى أن لحقته علة النقرس فانقطع ؛ وكان عبد الملك ربما تثاقل على المنصور وتعالل عليه في أيام قربه منه فقال له المنصور : اتخذ من ينوب عنك إذا غبت عن حضرتي ! .
فاتخذ أبا أيوب المورياني وهو فتى حدث ظريف فخف على قلب المنصور وأدنى أبا أيوب كثيراً . فلما طالت علة النقرس بعبد الملك استقل أبو أيوب بالوزارة . وحكي أن عبد الملك جلس أيام عطلته بحران ويحيى بن رملة الصفري وعبيد الله بن النعمان مولى ثقيف ورجل آخر تحت شجرة تين ؛ وذلك بعد انقضاء دولة بني أمية ؛ فقالوا له : لو أصبنا رجلاً له سلطان انقطعنا له وكنا في خدمته يرزقنا رزقاً نعود به على عيالنا ! .
فقال بعضهم : عسى الله أن يسبب لنا ذلك أو لبعضنا فيفضل علينا ! .
فتوافقوا على ذلك وأن عبد الملك بن حميد ؛ فأحضره وقلده كتابته . وتذكر عبد الملك أصحابه . فأحضرهم وقلدهم الأعمال فأثروا وحسنت أحوالهم فكانوا إذ ذاك يعرفون بأصحاب التينة .
القاضي أبو المعالي الحديثي .
عبد الملك بن روح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح الحديثي . أبو المعالي ابن قاضي القضاة . استنابه والده على الحكم والقضاء بحريم دار الخلافة . فبقي على ذلك مدة ولاية أبيه وجرت أموره على السداد والاستقامة .
وكان عابداً ورعاً عفيفاً متواضعاً تاركاً للتكلف . سمع من جده أبي نصر أحمد ومن أبي عبد الله محمد بن محمد بن السلال الوازن وأبي القاسم علي ابن عبد السيد بن محمد بن الصباغ .
لما توفي والده خوطب في أن يتولى القضاء فأبى وتردد الكلام في ذلك أياماً ومرض ؛ وتوفي سنة سبعين وخمس ماية .
الطبيب .
عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن محمد بن مرزان الإشبيلي . شيخ الأطباء . له مصنفات في الطب . أخذ عن والده وتقدم في الطب ورأس وشاع ذكره ولحق بأبيه أبي العلاء وأقبل الأطباء على حفظ مصنفاته . وكان واصلاً عند عبد المؤمن علي القدر وصنف له الدرياق السبعيني ونال من جهته دنيا عريضة . ومن أجل تلامذته أبو الحسين ابن أسد المصدوم .
وتوفي عبد الملك سنة سبع وخمسين وخمس ماية .
عبد الملك بن زونان .
أبو مروان الأندلسي . شيخ معمر فقيه . أدرك معاوية بن صالح الحمصي قاضي المغرب . وكان يفتي أولاً بالأندلس على مذهب الأوزاعي ثم رجع إلى مذهب مالك .
توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين .
أبو الفضل التميمي الطبني المغربي .
عبد الملك بن زيادة الله بن علي بن حسين بن محمد بن أسد السعدي التميمي الحماني . أبو مروان الطبني . أصله من طبنة من عمل إفريقية .
أقام بقرطبة ؛ ووجد مقتولاً في داره سنة ست وخمسين وأربع ماية .
وهو من أهل بيت جلالة ورياسة من أهل الحديث والأدب إمام في اللغة له رواية وسماع بالأندلس . رحل إلى المشرق غير مرة وحدث عن إبراهيم ابن محمد بن زكريا الزهري النحوي .
من شعره : .
دعني أسر في البلاد مبتغياً ... فضل ثراء إن لم يضر زانا .
فبيذق الصدر وهو آخره ... فيه إذا سار صار فرزانا .
ضياء الدين الدولعي الخطيب .
عبد الملك بن زيد بن ياسين بن زيد بن قائد بن جميل . الإمام ضياء الدين . الخطيب الدمشقي التغلبي الأرقمي الدولعي الموصلي . الفقيه الشافعي . ولي خطابة دمشق ودرس بالغزالية وسمع وروى .
وتوفي سنة ثمان وتسعين وخمس ماية .
أبو مروان القرطبي الأموي .
عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج . أبو مروان . مولى بني أمية من أهل قرطبة ؛ إمام اللغة بها . روى عن كثير من أهل العلم .
مات يوم عرفة سنة تسع وثمانين وأربع ماية .
وكان وقور المجلس لا يجسر أحد على الكلام فيه نهابة له . وكان يقول : حدثنا وأخبرنا واحد ؛ ويحتج بقوله تعالى : " يومئذ تحدث أخبارها " فجعل الحديث والخبر واحداً . وكان جده سراج الدين من موالي بني أمية وكان أحفظ الناس لأنساب العرب وأصدقهم وأقوم الناس بالعربية والأشعار والأخبار . فاق الناس فيوقته .
العرزمي الكوفي