عيني دلتني عليه لذا ... ملأتها دراً ومرجانا .
أطوف حيران على بابه ... ألثم جدراناً وحيطانا .
أبث شكواي إلى حائط ... وإن للحيطان آذانا .
يضايق العشاق في قبلة ... ويأخذ الأرواح مجانا .
تغيرت أحوالنا بعده ... لكنما العشق كما كانا .
صفي الدين الحنبلي البغدادي .
عبد المؤمن بن عبد الحق بن عبد الله بن علي . الإمام العالم . صفي الدين البغدادي الحنبلي . من علماء العراق . له فنون وتواليف ؛ وعناية بالحديث . سمع من الشيخ شمس الدين الذهبي ومن الفرضي وخرج لنفسه . وفيه خير ومروءة .
مولده سنة ثمان وخمسين وست ماية . وتوفي في صفر سنة تسع وثلاثين وسبع ماية .
عز الدين ابن العجمي .
عبد المؤمن بن عبد الرحمن الشيخ الإمام عز الدين ابن العجمي . كانت له فضائل وهو وأخوه شمس الدين أحمد خطيب حلب شيخا كتابة . اجتمعت بالشيخ عز الدين في القاهرة غير مرة وكان قد انقطع في بيت بحارة برجوان يتردد الناس إليه ويعتقدون فيه الصلاح ؛ وتعيش على الناس مدة مقامه بها . وكان يلازم سوق الكتب بالقاهرة يتجر فيها ويجهزها إلى الشام .
صاحب اليمن .
عبد النبي بن مهدي . كان أبوه يرى رأي القرامطة وتلق بالمهدي واستولى على اليمن وظلم وعسف . وشق أجواف الحبالى وذبح الأطفال ؛ وكان يظهر أنه داعية المصريين . وولي بعده ابنه عبد النبي ففعل أنحس من والده وبنى على قبر أبيه قبة عظيمة لم يعمل في الإسلام مثلها لأنه صفح حيطانها بالذهب ظاهراً وباطناً وعمل لها الستور من الحرير . ويقال إنه أمر الناس بالحج إليها وأن يحمل إليها كل واحد مالاً ومن لم يحمل قتله ! .
ومنعهم من الحج ؛ وكانوا يقصدونها من السحر واجتمع فيها من الأموال ما لا يحصى . فاستأصل الله شأفته على يد شمس الدولة ابن أيوب واستولى على خزائنه وقتله سنة تسع وستين وخمس ماية .
أبو الفتح الخطيب المقرئ .
عبد الهادي بن عبد الكريم بن علي بن عيسى بن تميم . الخطيب المقرئ المعمر . أبو الفتح القيسي المصري الشافعي .
ولد سنة سبع وسبعين وخمس ماية . وتوفي سنة إحدى وسبعين وست ماية .
قرأ بالروايات على أبي الجود والمليحي ؛ وهما كانا آخر من قرأ على أبي الجود وسمع من قاسم بن إبراهيم المقدسي وأبي عبد الله الأرتاحي وأبي نزار ربيعة اليمني وابن الفضل الحافظ . وتفرد في عصره بالرواية عن جماعة . وروى الكثير . خطب بجامع المقياس مدة . وحدث عنه الدواداري والدمياطي .
ابن عبد الهادي شمس الدين الحنبلي : اسمه محمد بن أحمد .
عبد الواحد .
ابن الفقيه الموصلي .
عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن بن نصر الله بن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن الحصين . أبو منصور المعروف بابن الفقيه .
ولد بالموصل سنة إحدى وستين وخمس ماية . وتوفي سنة ست وثلاثين وست ماية .
وسمع من أبي الفضل ابن الطوسي حضوراً وكتب الخط المليح .
وقال الشعر ؛ وروى عنه محب الدين ابن النجار وأورد له : .
نفسي الفداء لمن سميري ذكره ... وحشاشتي في أسره ووثاقه .
رشأ لو أن البدر قابل وجهه ... في تمه لكساه ثوب محاقه .
ينأد ليناً قده فكأنه ... غصن الأراك يميس في أوراقه .
فمعاطف الأغصان في أثوابه ... ومطالع الأقمار في أزياقه .
يبدو على وجناته لمحبه ... ما فاض يوم البين من آماقه .
في ريقه طعم السلاف ولونها ... في خده واللطف في أخلاقه .
غفل الرقيب فزارني فوشى به ... في ليل طرته سنا إشراقه .
يشكو إلي غرامه وأبثه ... وجدي وما لاقيت من أشواقه .
حتى إذا ما الليل مد رواقه ... وقضى بجمع الشمل بعد فراقه .
هجم الصباح على الدجى بحسامه ... فظننت أن الصبح من عشاقه .
وأورد له أيضاً : .
ما هب من أرض العراق نسيم ... إلا دعاني للغرام غريم .
فإلام ويك تلوم جهلاً بالهوى ... قصر فإفراط الملامة لوم .
أنى يحل العذل من سمعي وفي ... قلبي لتكرار الكلام كلوم