مات سنة أربعين وثلاث ماية . ومن تصانيفه كتاب الخراج ؛ كتاب الرسائل ؛ كتاب ديوان رسائله .
جخجخ النحوي .
عبيد الله بن أحمد بن محمد المعروف بجخجخ - بجيمين وخاءين معجمتين - أبو الفتح النحوي . سمع البغوي وطبقته وابن دريد . وكان ثقة صحيح الكتاب كتب بخطه ؛ حتى قال الناس : إن يده من حديد ! .
وله من المصنفات كتاب العزلة والانفراد ؛ كتاب الأحاديث والانفراد ؛ كتاب الحديث المسند ؛ كتاب مجالسات العلماء ؛ كتاب أخبار جحظه .
قاضي شيراز أبو محمد .
عبيد الله بن أحمد الفزاري . أبو محمد . قاضي القضاة بشيراز : أحد أصحاب أبي علي الفارسي . له تصانيف منها كتاب في صناعة الإعراب أربع مجلدات ؛ كتاب عيون الإعراب شرحه علي بن فضال المجاشعي .
الأمير أبو الفضل الميكالي .
عبيد الله بن أحمد بن علي بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال بن عبد الواحد ابن جبريل بن القاسم بن بكر بن سور بن سور بن سور بن سور ؛ أربعة من الملوك ابن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور . أبو الفضل الميكالي . الأمير . مات يوم عيد الأضحى سنة ست وثلاثين وأربع ماية . كان أوحد خراسان في عصره أدباً وفضلاً ونسباً حسن الخلق مليح الوجه والشمايل كثير القراءة دائم العبادة سخي النفس . سمع بخراسان من الحاكم أبي أحمد الحافظ وأبي عمرو ابن حمدان وفي بخارى من أبي بكر محمد بن ثابت البخاري وبمكة أبا الحسن ابن زريق . وسمع أبا الحسين ابن فارس وعقد له مجلس الإملاء فأملى . وأبوه أمير مشهور شاعر جليل القدر . ولأبي الفضل عدة أولاد علماء وهم الحسين وعلي وإسماعيل . سمع قول الصاحب بن عباد : .
لئن هو لم يكفف عقارب صدغه ... فقولوا له يسمح بدرياق ريقه .
فاستحسنه الحاضرون فقال الأمير أبو الفضل قد سرق الصاحب من قول القائل : .
لدغت عينك قلبي ... إنما عينك عقرب .
لكن المصة من ريق ... ك درياق مجرب .
ومن نثره من جملة جواب : وكاد فرط التعجب مرة وإفراط الإعجاب تارة يقف بي عند أول كل فصل من فصوله ويثبطني على استيفاء غرره وحجوله ويوهمني أن المحاسن ما حوته قلائده ونظمته فرائده . فليس في قوس إحسان وراءها منزع ولا لاقتراح فوقها متطلع . حتى إذا جاوزته إلى لففه وقرينه وأجلت فكري في نكته وعيونه ؛ رأيت ما يحسر الطرف ويعجز الوصف ويعلو على الأول محلاً ومكاناً ويفوته حسناُ وإحساناً . فرتعت كيف شئت في رياضه وحدائقه واقتبست نور الحكم من مطالعه ومشارقه وسلمت لمعانيه وألفاظه فضيلة السبق والبراعة وتلقيتها بواجبها من النشر والإذاعة ؛ فإنها جمعت إلى حسن الإيجاز درجة الإعجاز وإلى فضيلة الإبداع جلالة الموقع في القلوب والإسماع .
وللثعالبي وغيره من أهل عصره فيه مدائح كثيرة من ذلك أبيات كتبها إليه أبو منصور عبد الملك الثعالبي مذكورة في ترجمة المذكور . ومن ذلك قول الثعالبي أيضاً : .
من رأى غرة الأمير أبي الفضل ... ازدرى المشتري ببرج القوس .
من يطالع آدابه وعلاه ... يطلع في أنموذج الفردوس .
عين ربي عليه من بدر صدر ... وده خزرجي ولقياه أوسي .
ليس لي طاقة بوصف معاليه ... ولو كنت مفلقاً كابن أوس .
ومن ذلك قول أبي سعيد علي بن محمد بن خلف الهمذاني : .
ما سر مولانا نبي الهدى ... بوحي جبريل وميكال .
إلا قريباً من سروري ... بما رزقت من ود ابن ميكال .
لكن نواهً قد أشاطت دمي ... والله منها لدمي كال .
قلت : كان له مندوحة في المديح بغير هذا المقصد القبيح فإنه تجرأ فيه كما تراه . وللأمير أبي الفضل تصانيف منها : كتاب المنتحل ؛ كتاب مخزون البلاغة ؛ ديوان رسائله ؛ وديوان شعره ؛ كتاب ملح الخواطر ومنح الجواهر .
ومن شعره قوله : .
إذا ما جاد بالأموال ثنى ... ولم تدركه في الجود الندامه .
وإن هجست خواطره بجمع ... لريب حوادث قال الندى : مه .
ومنه : .
مبدع في شمائل المجد خيماً ... ما اهتدينا لأخذه واقتباسه .
فهو فيض بالمال وقت نداه ... وجواد بالعفو في وقت باسه .
ومنه : .
أراني كلما فاخرت قوماً ... فخرتهم بنفسي أن بخاري