عثمان بن عيسى بن درباس القاضي المحدث العلامة . ضياء الدين أبو عمرو الهذباني الماراني المصري الشافعي الفقيه أخو قاضي القضاة صدر الدين عبد الملك وقد تقدم . أحكم المذهب وشرح المهذب شرحاً شافياً في عشرين مجلداً لم يسبق إليه بقي عليه من الشهادات إلى آخره . وشرح اللمع لابن إسحاق أيضاً في مجلدين . وكان من أعلم الشافعية في عصره .
وتوفي سنة اثنتين وست مائة .
ناب عن أخيه في الحكم بالقاهرة واشتغل في صباه بإربل على الشيخ أبي العباس الخضر بن عقيل . ثم إنه انتقل إلى دمشق وقرأ على الشيخ أبي سعيد عبد الله ابن أبي عصرون . ولما مات أخوه قاضي القضاة صدر الدين عزل هو عن النيابة فوقف عليه الأمير جمال الدين خشتر بن الهكاري مدرسة أنشأها بالقصر بالقاهرة وفوض تدريسها إليه ولم يزل بها إلى أن مات .
الأمير فخر الدين الكاملي .
عثمان بن قزل . الأمير فخر الدين . أبو الفتح الكاملي . ولد بحلب وكان من خيار أمراء الكامل . وقف المدرسة المشهورة بالقاهرة والمسجد المقابل لها وكتاب السبيل والرباط بمكة والرباط بسفح المقطم . وكان مبسوط اليد بالمعروف في الصدقات في حياته وبعد موته .
توفي بحران ودفن بظاهرها سنة تسع وعشرين وست مائة .
كتب إليه زكي الدين ابن أبي الإصبع وقد جاءه لدان في ليلة واحدة : .
ليهن عينيك بدرا ... ن زينا الخافقين .
عثمان بن محمد .
ابن أبي شيبة .
عثمان بن محمد ابن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواشتي . الإمام ابن أبي شيبة العبسي أخو الإمام أبي بكر عبد الله وقد تقدم وهما كوفيان . كان من كبار الحفاظ كأخيه . رحل إلى الحجاز والري والبصرة والشام وبغداد وصنف المسند والتفسير وغير ذلك . وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة وجماعة . قال ابن معين : مأمون . قال الشيخ شمس الدين : كان لا يحفظ القرآن فإذا جاء شيء منه صحفه في بعض الأحايين . قال الدارقطني حدثنا محمد بن علي بن كاس القاضي ثنا إبراهيم بن عبد الله الخصاف قال : قرأ علينا عثمان ابن أبي شيبة في التفسير : " فلما جهزهم بجهازهم جعل " السفينة " " فقيل إنما هو " السقاية " فقال : أنا وأخي أبو بكر لا نقرأ لعاصم ! .
وقال الدارقطني : حدثنا أحمد بن كامل حدثني الحسن بن الحباب أنه قرأ عليهم في التفسير : " ألم تر كيف فعل ربك " قالها ألف لام ميم ! .
قلت : توهم أنها مثل أول البقرة وغيرها ! .
وأنا شديد التعجب من وقوع مثل هذا أما سمع أحداً يتلو هذه السورة وهو في المكتب ؟ أما سمعها من أحد يصلي بها ؟ ! .
توفي الإمام المذكور سنة تسع وثلاثين ومائتين .
أبو الحسين الذهبي .
عثمان بن محمد بن علان البغدادي أبو الحسين الذهبي . حدث بمصر ودمشق عن أبي بكر ابن أبي الدنيا . وتوفي سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة .
العزيز صاحب الصبيبة .
عثمان بن محمد بن أيوب الملك العزيز بن العادل أبي بكر . كان شقيق المعظم عيسى وهو الذي بنى قلعة الصبيبة وكانت له هي وبانياس وتبنين وهونين .
كان عاقلاً قليل الكلام تبعاً لأخيه المعظم . عامل بعد أخيه على قلعة بعلبك وأخذها من الأمجد وكتب إليه ولد الأمجد : قد نشرت لك باب السر فأت إلينا سحراً ! .
فساق من الصبيبة من أول الليل وفي المسافة بعد فجاء بعلبك وقد أسفر وفات المقصود فنزل مقابل القلعة فبعث صاحبها يستنجد بالملك الناصر داود فأرسل الغرس خليل إلى العزيز يقول : ارحل من كل بد فإن أبى فارم الخيمة عليه ! .
وعلم العزيز بذلك فرد إلى بلاده فلما قصد الكامل دمشق كان العزيز معه إلباً على الناصر . وعلم الأمجد بما فعله ولده معه فيقال إنه أهلكه .
وتوفي العزيز ببستانه المعروف به بالناعمة من بيت لهيا ودفن بالتربة المعظمية بقاسيون سنة ثلاثين وست مائة .
البعلبكي الزاهد العابد .
عثمان بن محمد بن عبد الحميد التنوخي البعلبكي العدوي الزاهد الكبير شيخ دير ناعس . كان كبير القدر صاحب أحوال وكرامات وعبادة ومجاهدات . ذكره خطيب زملكا .
توفي سنة إحدى وخمسين وست مائة .
شرف الدين ابن أبي عصرون