وسمع الكثير من أبيه وقاسم بن إبراهيم المقدسي وابن ياسين والبوصيري والأرتاحي وفاطمة وابن نجا الواعظ والعماد الكاتب وابن الطفيل والحافظ عبد الغني وجماعة . وعني بالحديث . روى عنه الدمياطي وابن الظاهري . وكان شيخاً فاضلاً مشهوراً بالدين والصلاح وكان يجلس للوعظ وهو حسن الإيراد كثير المحفوظ . له اليد الطولى في المواقيت وعمل الساعات . حدث هو وأبوه وجده وإخوته .
ابن الوتار الواعظ .
عثمان بن منصور بن هلال . أبو الفرج وأبو الفتوح المسعودي البغدادي ابن الوتار الواعظ الحنبلي . تكلم في مسائل الخلاف ووعظ وناظر ودرس وأفتى . وكان مطبوعاً حسن الأخلاق روى عنه جماعة . وتوفي سنة ست وثلاثين وست مائة .
صاحب صهيون .
عثمان بن منكوبرس بن خمار تكين . الأمير مظفر الدين صاحب صهيون . كان خمار تكين عتيق مجاهد الدين صاحب صرخد وملك مظفر الدين صهيون بعده والده سنة ست وعشرين وست مائة . وكان حازماً يقظاً سائساً مهيباً طالت أيامه وعمر تسعين سنة أو أكثر ولما مات سنة تسع وخمسين وست مائة دفن بقلعة صهيون وولي بعده ولده سيف الدين محمد . ورأى عثمان أولاد أولاده . وله صهيون وبرزبه ومكسرائيل . وكان قد رتب أن لا يحضر أحد من نواحي صهيون وبلادها لشكوى إلا بهدية على قدر الحاجة من الرأس إلى الجدي إلى الدجاجة إلى الخبز إلى الخضر وكان يجتمع من هذا في كل يوم شيء له صورة ويفرق في آخر النهار على بيوت أولاده وجمع من ذلك أموالاً كثيرة . ولما ولي ابنه سيف الدين محمد جمع أهله وإخوته وشرع في عمل المجالس الملوكية وجمع المطربين والرجال والنساء ولم يزل في إنفاق تلك الأموال والقصف واللهو إلى أن توفي سنة إحدى وسبعين وست مائة بصهيون . وأخذها الملك الظاهر وأحضر أولاده وأهله إلى دمشق وأعطاهم أخبازاً من الأربعين إلى العشرة وانقرضوا بدمشق أولاً فأولاً .
ابن أبي الحوافر الطبيب .
عثمان بن هبة الله ابن أبي الفتح أحمد بن عقيل بن محمد . الحكيم الرئيس جمال الدين . أبو عمرو القيسي . البعلبكي الأصل ؛ الدمشقي . العدل . الطبيب المعروف بابن أبي الحوافر رئيس الأطباء بالديار المصرية .
ولد سنة ست وأربعين وخمس مائة ؛ وتوفي سنة تسع عشرة وست مائة .
وكان جده عقيل يكرر على مختصر المزني . ومن شعر جمال الدين المذكور : .
المؤذن الأشج .
عثمان بن الهيثم المؤذن الأشج . العصري . روى عنه النجاري وأسيد بن عاصم ومحمد بن يحيى الذهلي وخلق كثير . قال أبو حاتم : كان صدوقاً . وتوفي سنة عشرين ومائتين .
عثمان بن يعقوب .
المريني صاحب مراكش .
عثمان بن يعقوب بن عبد الحق . السلطان أبو سعيد المريني المغربي صاحب مراكش وفاس وغير ذلك . ملك بعد أخيه أبي يعقوب يوسف وامتدت أيامه واتسعت ممالكه وكانت دولته اثنتين وعشرين سنة . توفي سنة إحدى وثلاثين وسبع ماية وله بضع وستون سنة . وملك أخوه يوسف قبله خمساً وعشرين سنة لم يكن بينهما الملكان عامر وسليمان . وكان عثمان هذا ذا حلم وسكون وإهمال للجهاد بل له نظر في العلم ولم تحمد أيامه حصل فيها غلاء وفتن وخالف عليه ابنه عمر وتملك سجلماسة وجرت أمور يطول شرحها . وملك بعد عثمان ولده الفقيه العالم السلطان العادل أبو الحسن علي وأمه أمة نوبية فعظم شأنه وهابته الملوك لكمال سؤدده وشدة هيبته .
عثمان بن يوسف .
العزيز صاحب مصر .
عثمان بن يوسف بن أيوب . السلطان الملك العزيز أبو الفتح وأبو عمرو ؛ ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين الكبير . ولد سنة أربع وستين وخمس ماية . وتوفي سنة خمس وتسعين وخمس ماية .
ملك مصر بعد والده وكان لا بأس بسيرته وكان أهل مصر يحبونه وكان شاباً حسن الصورة ظريف الشمائل قوياً ذا بطش وأيد وخفة حركة حيياً كريماً عفيفاً عن الأموال والفروج وبلغ من كرمه أنه لم تبق له خزانة ولا خاص ولا برك ولا فرس . وأما بيوت أصحابه فتفيض بالخيرات . وكان الرعية يحبونه . وكان القاضي الفاضل يتفرس فيه ذلك كله وكان يميل إليه دون إخوته ويؤثر قربه ولمحبته لمصر قررها له في حياة أبيه