علي بن المبارك بن علي بن المبارك بن عبد الباقي بن بانويه أبو الحسن البغدادي المعروف بابن الزاهدة وكان اسمها أمة السلام وكانت واعظة ولها رباط يختص بها . قرأ على الشريف أبي السعادات ابن الشجري وبرع في اللغة والنحو وقال الشعر وكان حسن الأخلاق طيب الملقى متواضعاً . سمع محمد بن عمر الأموري وأبا الوقت عبد الأول وأبا الفتح محمد بن البطي وعبد الله بن أحمد بن الخشاب ولم يحدث بشيء بل روى شيئاً من الكتب الأدبية وتصدى لإقراء العربية . وقرأ عليه محب الدين ابن النجار اللمع لابن جني وسمع منه التصريف الملوكي وبعض الإيضاح وتوفي سنة أربع وتسعين وخمس مائة . ومن شعره : من الطويل .
أرى الدهر منكوساً على أم رأسه ... يحط الأعالي حيث حكم الأسافل .
فكم من حليم يتقي ذا سفاهة ... ومن عالم يخشى معرة جاهل .
مرضت من الحمقى فلو أدرك المنى ... تمنيت أن أشفى برؤية عاقل .
ومن شعره : من الطويل .
إذا اسم بمعنى الوقت يبنى لأنه ... تضمن معنى الشرط موضعه النصب .
ويعمل فيه النصب معنى جوابه ... وما بعده في موضع الجر يا ندب .
البيع البغدادي علي بن المبارك بن علي بن محمد بن جعفر بن هرثمة أبو الحسن البيع البغدادي . قرأ الأدب على أبي محمد ابن عبيدة وأبي الفرج ابن الدباغ وغيرهما وقرأ الفقه والأصول والخلاف وسمع كثيراً وكتب بخطه كثيراً وقبلت شهادته ثم عزل عنها وتوفي سنة ثلاث وعشرين وست مائة .
إبن روح الأمين الحاجب علي بن المبارك بن محمد بن روح الأمين أبو الحسن بن أبي شجاع البغدادي . كان حاجب الحجاب في أيام الإمام الناصر ونفذ رسولاً إلى صاحب سنجار . وكان أديباً فاضلاً شاعراً ظريفاً سمجاً ذا مروءة . عاد من سنجار مريضاً وتوفي شاباً سنة تسع وثمانين وخمس مائة . ومن شعره : من الكامل المجزوء .
لكم على الدنف العليل ... حكم العزيز على الذليل .
يا هاجري تظلما ... لمقال واش أو عذول .
مالي إذا ما جرتم ... شيء سوى صبري الجميل .
من لي بأسمر كالقضيب ... ضياء طلعته دليلي .
من لحظه سحر العيو ... ن ولفظه شرك العقول .
أبو الحسن اللحياني علي بن المبارك وقيل : علي بن حازم أبو الحسن اللحياني . أخذ عنه الكسائي وأبي زيد وأبي عمرو وأبي عبيدة والأصمعي وعمدته على الكسائي له كتاب النوادر . سمي اللحياني لعظم لحيته وقيل : بل لأنه من بني لحيان بن هذيل بن مدركة بن إلياس . امتنع الكسائي من إقرائه فشفع فيه عنده فقال : هو ثقيل الروح فقيل له ذلك فقال : دعوني وإياه . فلما دخل قال له : ما تقول في النبيذ ؟ أحسوه ثم أفسوه فضحك منه وقال : ظريف أنت فاكتم ما سمعت واقرأ ما أحببت فقرأ وخرج فإذا الحجارة تأخذ كعبه فالتفت فإذا الكسائي في منظر له يقول : من كنت تقرأ عليه اليوم حتى صدعته .
علي بن المحسن .
القاضي التنوخي علي بن المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم بن جابر القاضي أبو القاسم التنوخي . سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن كيسان النحوي وإسحق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي . ولد يوم الثلاثاء نصف شعبان سنة خمس وستين وثلاث مائة وتوفي سنة سبع وأربعين وأربع مائة . وما زال يشهد من سنة أربع وثمانين وثلاث مائة إلى أن توفي وما وقف له على زلة قط .
كان شيعياً معتزلياً وكان عنده كتاب القدر لجعفر الفريابي وأصحاب الحديث يتحاشون من مطالبته بإخراجه . قال الخطيب : فطالبته به وقرأته عليه وسمعوه . وكان التنوخي ساكناً لم يعترض على شيء من تلك الأحاديث . وكان يدخله في الشهر من القضاء ودار الضرب وغيرهما ستون ديناراً فيمر الشهر وليس له شيء وكان ينفق على أصحاب الحديث . وكان الخطيب والصوري وغيرهما يبيتون عنده . وكان ثقة متحفظاً في الشهادة محتاطاً صدوقاً في الحديث وتقلد قضاء عدة نواحي منها المدائن وأعمالها ودررنجان والبردان وقرميسين وقال : كان ظريفاً نبيلاً جيد النادرة