علي بن محمد بن علي قاضي القضاة أبو الحسن الدامغاني الحنفي البغداذي . تفقّه على والده وبرع في المذهب وكان كثير المحفوظ . ولي القضاء بعد أبي بكر الشامي سنة ثمانٍ وثمانين إلى أن توفي سنة ثلاث عشرة وخمس مائة وشهد عند والده وسنُّه سبع عشرة سنة فولاّه يومئذ قضاء باب الطاق . ولم يسمع أنَّ قاضياً ولّي في هذه السنّ . وناب في الوزارة أيام المستظهر والمسترشد . وقام بأخذ البيعة وعقدها للمسترشد . ولا يعلم قاضٍ ولي لأربعة من الخلفاء غيره وغير شُريح . وكان ذا دين وعفاف ومروءة وصدقات . وهو أحد من قتله الطبّ لأنَّ جوفه علا فظنُّوه استسقاءً فأعطوه الحرارات وحموه البوارد . وكان في جوفه مادَّة داؤها البقلة فلم يمكّنوه من شرب الماء فلمَّا أنضجتها الحرارات بان لهم الخطأ . وأنشد عند موته : .
والناسُ يَلْحَوْن الطَّبيب وإِنَّما ... غلط الطَّبيب إصابة المقدورِ .
أبو منصور الأنباري الواعظ الحنبلي .
علي بن محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل بن جعفر أبو منصور الواعظ الأنباري . قرأ بالروايات على أبي علي الشَّرمقاني وتفقَّه على القاضي أبي يعلى بن الفرَّاء وبرع في الفقه وأفتى وكان يعظ في جامع القصر وجامع المنصور وجامع المهدي . وكان فصيح العبارة حسن الإيراد عذب الأَلفاظ طيب التلاوة . وولي القضاء بباب الطاق وكان نزهاً عفيفاً . سمع الكثير من أبي طالب ابن غيلان وأبي محمد الجوهري وأبي إسحاق البرمكي وأبي بكر محمد بن عبد الملك بن بشران وجماعة . وكتب بخطِّه الكثير . ولد سنة خمس وعشرين وأربع مائة وتوفِّي سنة سبع وخمس مائة .
ابن رئيس الرؤساء الأستاذ دار .
علي بن محمد بن علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن المسلمة أبو الحسين بن أبي نصر ابن رئيس الرؤساء . من بيت الوزارة والرئاسة . تولى الأستاذدارية أيام المسترشد وولده الراشد . وسمع من علي بن محمد ابن محمد بن الخطيب الأنباري وعلي بن محمد بن علي العلاّف وأبي الخطَّاب نصر بن البَطر وغيرهم . وحدّث باليسير . مولده سنة سبعين وأربع مائة وتوفِّي سنة أربعين وخمس مائة .
النَيْريزي الخطيب .
علي بن محمد بن علي أبو الحسن النَّيريزي الخطيب الشيرازي . رأيت نيريز مضبوطاً بالنون والياء آخر الحروف . توفِّي سنة اثنتين وست مائة . ومن شعره : .
ألمَّ بنا طيفٌ يجِلُّ عن الوصفِ ... وفي طرفه خمرٌ وخمرٌ على الكفِّ .
فأسكر أصحابي بخمرة كفّهِ ... وأسكرني واللهِ من خمرة الطرفِ .
ابن دوَّاس القَنا .
علي بن محمد بن علي أبو الحسن التميمي العنبري ابن دوَّاس القَنا البصري . قدم واسط وسكنها إلى أن توفِّي سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة . ومن شعره يمدح الوزير علي بن طِراد الزينبي : .
لو أنَّك الناجم من أميَّةٍ ... ما لجَّ في طغيانها وليدُها .
أو كنتَ من قبلُ لآل طالبٍ ... ما نال من حُسينهم يزيدُها .
ومنه : .
ومن يعتمد يوماً على اللهِ يكفِهِ ... مخافَةَ ما في اليوم والأمس والغدِ .
فلا ترجُ غيرَ اللهِ في كلِّ حالةٍ ... مُعيناً فما لا يُصلح اللهُ يفسُدِ .
ومنه : .
رُمِ الفضلَ ما دام الزمانُ مساعداً ... فما كلُّ ما يأتي بما شئتَ آتيا .
ومن لم يُجِدْ بُنيانَه في شبابهِ ... يَجِدْ كلَّ ما يبنيه في الشَّيب واهيا .
وإنَّ ثمارَ العود ما دام أخضراً ... تُرجَّى ولا تُرجَى إِذا صار ذاويا .
وليس على الإنسان إنجاحُ سعيهِ ... ولكنْ عليهِ أن يُجيد المساعيا .
ابن خروف النحوي