علي بن محمد بن محمد القاضي علاء الدين أبو الحسن بن الصدر شرف الدين القلانسي التميمي الدمشقي الشافعي أخو القاضي جمال الدين - وقد تقدّم ذكره - ومحيي الدين . ولد سنة ثلاث وسبعين وست مائة وتوفي فجاءةً سنة ست وثلاثين وسبع مائة . تفقَّه وتأدَّب ورأس وتقدَّم وكان كيِّساً متواضعاً . خدم موقِّعاً مدة وأخذ نوبة قازان هو وبدر الدين بن فضل الله وابن شُقير وابن الأثير رهينة إلى البلاد أذْرَبيجان وبقي معتقلاً مدةً ثمَّ تنكَّر وخلص محتالاً وهرب فنودي عليه فاختفى بتبريز شهرين وسمى نفسه يوسف وتوصّل إلى البلاد في زيِّ فقير . وقدم فأكرمه نائب حلب وبعثه على البريد وسرًّ به أهله ووصل في جمادى الأولى سنة إحدى وسبع مائة ؛ وولي نظر ديوان الأمير سيف الدين تُنْكُز ونظر البيمارستان والتوقيع في الدَّست فلما مات أخوه جمال الدين أخذ وظائفه . نظر الظاهرية ودرّسها ودرّس العصرونية ووكالة بيت المال وقضاء العسكر مضافاً إلى ما بيده وتدريس الأمينية فأعطى ابن أخيه القاضيَ أمين الدين نظر الظاهرية وتدريس العصرونية وانفرد هو بالباقي . ثمَّ إن الأمير سيف الدين تُنْكُر تغيَّر عليه وصادره وأخذ منه جملةً ولم يترك معه إلاَّ تدريس الأمينية والظاهرية . وكان أخيراً يعاني التقعير في كلامه . وكان حسن الشكل والوجه C تعالى .
المسند الرفّاء .
علي بن محمد بن محمد الشيخ المسند المقرئ المجوَّد الزاهد العابد أبو الحسن البغداذي الرفّاء . هو سبط الشيخ عبد الرحيم بن الزجّاج ؛ فسمَّعَه كثيراً . سمع جامع المسانيد من ابن أبي الدنيّة وجزء الأنصاري من عبد الله ابن ورد صاحب ابن الأخضر ومن البخاري على أبي الحسن الوُجوهي وبعض مسند الإمام أحمد من الشيخ عبد الصمد بن أحمد ومن جدّه . وأجاز له من واسط الشريف الدّاعي صاحب ابن الباقلاّني . وحدّث ب جامع المسانيد ثلاث مرات وأول ما سمع منه في سنة ثلاث وسبع مائة . فرّ من رؤية المنكرات ببغداذ إلى قرية برفطا واشترى أرضاً كان يستغل منها كفايته فلقَّن هناك خلقاً كتاب الله تعالى .
مولده سنة اثنتين وستين وست مائة أو في التي تليها . أكثر عنه أبو الخير الذُّهلي وأهل بغداذ . وتوفي ببرفطا في وسط سنة أربعين وسبع مائة وحمل إلى مقبرة الإمام أحمد بن حنبل فدفن بها . وكان يعرف القراءات السبع .
ابن الكازَروني .
علي بن محمد بن محمود الشيخ الإمام المؤرّخ الأديب ظهير الدين الكازروني ثمَّ البغداذي المعدَّل . قال الشيخ شمس الدين : كتب إليَّ بمرويّاته عام سبع وتسعين . وكان مولده سنة إحدى عشرة وست مائة وتوفي C تعالى في شهر رجب سنة سبع وتسعين وست مائة وسمع من الحافظ أبي عبد الله بن الدُّبَيْثي ومحمد بن عبد الرحمن اليوسفي وغيره . وله تاريخ وله شعر .
الدبّاغ المالكي .
علي بن محمد بن مسرور أبو الحسن الفقيه الدبّاغ المالكي القيرواني . كان إماماً عاقلاً كثير الحياء والورع والصيانة . توفي في حدود الستين والثلاث مائة .
البندنيجي الصوفي .
علي بن محمد بن ممدوح بن جامع الشيخ المعمَّر المسند أبو الحسن البندنيجي ثمَّ البغداذي . كان صوفياً بخانقان الشُّمَيْساطية . حدّث غير مرة ب صحيح مسلم عن أحمد بن عمر الباذبيني وبجامع الترمذي عن ابن الهَينيّ . وقد كتبوا له سماعاً سنة تسع وأربعين وأجاز له جماعة منهم : عبد الخالق النَّشْتَبري وعبد الله بن أبي السعادات ومحمد بن السبّاك . وظهر له سماع من محمد بن الهَنِيّ بعد موته سنة ثمانٍ وثلاثين . وكان يتعاسر على الطلبة ويطلب على الرواية . وتوفي سنة ست وثلاثين وسبع مائة وله ثلاث وتسعون سنة .
بقي مدة بوّاب دار وكالة بغداذ . وسمع مسند ابن راهويه من العزّ أحمد بن يوسف الأكّاف بإجازته من ابن الخيِّر بن الطالقاني ؛ وقيل سمع من ابن الخيِّر . سمعتُ عليه صحيح مسلم بدار الحديث الأشرفية بدمشق في مدة آخرها سادس عشر شهر رجب سنة خمس وثلاثين وسبع مائة بقراءة ناصر الدين محمد بن طُغْريل وأجاز لي بخطّه سنة تسع وعشرين وسبع مائة بدمشق . وكان شيخاً طُوالاً ويجلس والقارورة مشدودة في وسطه للبول .
زين الدين بن المنيِّر المالكي