علي بن منصور بن عبيد الله الخَطيبي المعروف بالأجلّ اللغوي أبو علي الأصبهاني الأصل وولد ببغداذ ونشأ بها . وكان فقيهاً فاضلاً لغويًّا قرأ على ابن العصّار وأبي بركات بن الأنباري وغيرهما وتفقّه للشافعي بالنظامية . قال ياقوت : ولا أعلم له نظيراً في اللغة في زمانه فإنه حدَّثني أنه كان في صباه يكتب كل يوم نصف جزءٍ وخمس قوائم من كتاب مجمل اللغة لابن فارس ويحفظه ويقرؤه على ابن العصّار حتَّى أنهى الكتاب حفظاً وكتابةً . وحفظ إصلاح المنطق في أيسر مدة وحفظ غير ذلك من كتب اللغة والفقه والنحو . وهو حُفظَةٌ لكثير من الأشعار والأخبار مُمْتع المحاضرة لا يتصدَّى للإقراء . ولقد سألته في ذلك وخضعتُ له بكل وجه فلم يَنْقَد لذلك . ولا يكاد أحد يراه جالساً وإنما هو في جميع أوقاته قائم . مولده سنة سبع وأربعين وخمس مائة وتوفي سنة اثنتين وعشرين وست مائة . ومن شعره : .
فؤادٌ مُعَنًّى بالعيون الفواترِ ... وصبوةُ بادٍ مُغرمٍ بالحواضرِ .
سميرانِ ذادا عن جفون متيَّمٍ ... كراه وباتا عنده شرَّ سامرِ .
ومنه : .
لمن غزالٌ بأعلى رامةٍ سَنَحا ... فعاود القلبَ سُكْرٌ كان منه صحا .
مقسَّمٌ بين أضدادٍ فَطُرَّتُهُ ... جِنْحٌ وغُرَّتُه في الجِنْحِ ضوءُ ضحى .
أبو الحسن الطُّنبوري .
علي بن منصور بن هبة الله بن إبراهيم بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور أبو الحسن العباسي كان أديباً فاضلاً ينادم الخلفاء . روى عن جحظة البرمكي وروى عنه أبو عليّ المُحسِّن التَّنوخي وولده أبو القاسم عليّ التنوخي أيضاً . وكان يغنّي بالطُّنبور وتوفي سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة .
العابسي .
علي بن منصور أبو الحسن العابسيّ . كان أديباً شاعراً مدح الوزير أبا منصور بن جَهير وغيره . كتب عنه أبو عبد الله البلخي . ومن شعره : .
ناراً جنى القلبُ من نارَنْجَةٍ بُذِلَتْ ... ممَّن غدا مالكاً للسمعِ والبَصَرِ .
حلو الشمائل مثل الغصنِ يجذبُهُ ... يدُ الشَّمال مع الآصالِ والبُكَرِ .
كأنَّما خَدُّه لونُ الشَّمول إِذا ... راحتْ براحة ريمٍ ريمَ في نَفَرِ .
فقلتُ لما تبدَّتْ في أنامله ... يُزْهى بها وبه تُزهي على البشرِ .
تأمَّلوا صنعَ باريه وبارِئها ... شمسُ النهار بدتْ في راحةِ القمرِ .
الظاهر بن الحاكم الفاطمي .
علي بن منصور بن نزار بن مَعَدّ بن إسماعيل بن محمد بن عبيد الله ؛ هو الظاهر لإعزاز دين الله ابن الحاكم العُبيدي أبو هاشم أمير المؤمنين . بايعوه لما قتل أبوه في شوّال سنة إحدى عشرة وأربع مائة ومصر والشام وإفريقية في حكم أبيه . فلما قام الظاهر طمع فيه من طمع في أطراف بلاده ؛ وقصد صالح بن مِرْداس حلب فملكها وتغلَّب حسّان بن مفرِّج البدوي صاحب الرملة على أكثر الشام وتضعضعت دولة الظاهر .
استوزر نجيب الدولة علي بن أحمد الجَرْجَرائي كما استوزره فيما بعد ابنه المستنصر إلى أن مات سنة ست وثلاثين وأربع مائة . وكان الوزير المذكور أقطع اليدين قطعهما الحاكم لكونه خان في سنة أربع مائة وأربع . وكان يكتب العلامة عنه أبو عبد الله القُضاعي صاحب كتاب الشهاب القاضي وهي : الحمد لله شكراً لنعمته . واستعمل الوزير المذكور العفاف والأمانة الزائدة والاحتراز والتحفُّظ وفي ذلك يقول جاسوس الفلك : .
يا أحمقاً اسمعْ وقُلْ ... ودعِ الرَّقاعةَ والتحامُقْ .
أأقمتَ نفسكَ في الثقا ... ت وهَبْك فيما قلتَ صادِقْ .
فمن الأمانةِ والتُّقى ... قُطِعَت يداك من المرافِقْ .
وكانت ولادة الظاهر سنة خمس وتسعين وثلاث مائة بالقاهرة وتوفي سنة سبع وعشرين وأربع مائة .
السَّروجي .
علي بن منصور أبو الحسن السَّروجي الأديب مؤدِّب أولاد أتابك زَنْكي ابن آقْسُنْقُر . كان يأخذ الماء بفيه ويكتب به على الحائط كتابةً حسنة كأنَّها كُتبت بقلم طومار وينقط ما يكتبه ويشكله . توفي C سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة . ومن شعره : .
فصلُ الربيع زمانٌ نَوْرُهُ نورُ ... أنفاسُ أسحاره مِسكٌ وكافورُ