وُلد بعُكْبَرا سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة وتوفِّي سنة خمس وثمانين وأربع مائة . قال الحُمَيْدي : خرج إلى خراسان ومعه غلمان له تُرك فقتلوه بجرجان وأخذوا ماله وهربوا وطاح دمُه هدراً . ومدحه ابن صُرَّ دُرَّ الشاعر . ومن شعر ابن ماكُولا : .
ولمَّا تفرَّقنا تباكتْ قلوبنا ... فمُمسكُ دمعٍ عند ذاك كساكِبهْ .
فيا نفسيَ الحرَّى الْبسي ثوبَ حسرةٍ ... فراقُ الذي تهوينَه قد كساكِ بهْ .
ومنه : .
فؤادٌ ما يُفيق من التصابي ... أطاع غرامه وعصى النواهي .
وقالوا : لو تصبَّر كان يسلو ... وهل صبرٌ يساعدُ والنَّوى هِي ؟ .
ومنه : .
أليسَ وقوفُنا بديارِ هندٍ ... وقد رحل القطينُ من الدواهي ؟ .
وهندٌ قد غدتْ داءً لقلبي ... إِذا صدَّت ولكنَّ الدَّوا هِي .
ومنه : .
علَّمَتْني بهجرها الصبرَ عنها ... فهيَ مشكورةٌ على التقبيحِ .
وأرادتْ بذاك قبحَ صنيعٍ ... فعلتْه فكانَ عينَ المليحِ .
ومنه : .
أقولُ لقلبي : قد سلا كلُّ واحدٍ ... ونفَّضَ أثوابَ الهَوَى عن مناكبهْ .
وحبُّك ما يزداد إلاَّ تجدُّداً ... فيا ليت شِعري ذا الهَوَى مَن مَناك بِهْ .
ومنه : .
تجنَّبتُ أبوابَ الملوك لأنَّني ... علمتُ بما لم يعلمِ الثَّقَلانِ .
رأيتُ سُهيلاً لم يَحِدْ عن طريقه ... من الشمسِ إلاَّ من مقام هوانِ .
ابن أثُرْدي .
عليّ بن هبة الله بن علي بن أثُرْدي . وسيأتي والده أبو الغنائم في حرف الهاء في مكانه . وهو والد أبي الغنائم سعيد بن علي بن أثُرْدي وقد تقدَّم ذكره في حرف السين . كان أبو الحسن صاحب هذه الترجمة طبيباً فاضلاً مشهوراً بالتقدُّم في صناعة الطب وجودة المعرفة جيِّد المعالجة جيِّد التصنيف وله شرح مسائل كتاب دعوة الأطبَّاء ألَّفه لأبي العلاء محفوظ بن المسبِّحي الطبيب .
قوام الدين بن الزاهد .
عليّ بن هبة الله بن العلاء بن منصور بن الوليد أبو الحسن بن أبي المعالي المخزومي قوام الدين المعروف بابن الزاهد البغداذي . كان من الأعيان وتولَّى النظر بالمنائر مدَّةً ثمَّ جُعل مشرفاً على ابن يونس الوكيل بباب الحجرة وتولَّى الوكالة للأمير بن نصر بن الإمام الناصر مدَّةً ثمَّ عُزل . سمع الحديث من محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ وأبي الوقت ونُفي إلى البصرة . توفِّي سنة تسع وتسعين وخمس مائة .
القاضي ابن البخاري .
عليّ بن هبة الله بن محمد بن علي بن البخاري أبو الحسن البغداذي والد قاضي القضاة أبي طالب . كان فقيهاً فاضلاً حسن المناظرة . قرأ الفقه على أسعد المِيهَني وأبي منصور بن الرزَّاز ؛ وسمع من والده ومن علي بن أحمد ابن بيان ومحمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم . وولي القضاء بقُونية . توفِّي سنة خمس وستين وخمس مائة .
بهاء الدين بن الجُمَّيْزي الشافعي .
عليّ بن هبة الله بن سلامة بن المسلم بن أحمد بن علي الإمام العلاّمة مُسند الديار المصرية بهاء الدين أبو الحسن اللَّخمي المصري بن الجُمَّيْزي الشافعي الخطيب المدرِّس ابن بنت أبي الفوارس . ولد سنة تسع وخمسين وخمس مائة وتوفِّي سنة تسع وأربعين وست مائة . حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين أو أقل ورحل مع أبوه وسمع بدمشق ورحل مع أبيه إلى بغداذ وقرأ بالقراءات العشر على أبي الحسن علي بن عساكر البَطائحي بكتابه الذي صنَّفه في القراءات وهو آخر من قرأ عليه وآخر من روى عنه بالسماع . وسمع بالإسكندرية من السِّلفي وتفرَّد عنه بأشياء وعن غيره . وتفقَّه بمصر على أبي إسحاق إبراهيم بن منصور القَرافي . وخطب مدةً بجامع القاهرة وكان رئيس العلماء بالقاهرة في وقته معظَّماً عند الخاصَّة والعامَّة . ولا يُعلمُ أحدٌ سمع من السِّلفي وابن عساكر وشُهْدَة سواه إلاَّ الحافظ عبد القادر بن عبد الله . وروى عنه خلقٌ من أهل دمشق وأهل مكة وأهل مصر منهم : الزكيَّان المنذري والبِرْزلي وابن النجَّار والدمياطي وابن دقيق العيد وجماعة .
نور الدين بن الشهاب الشافعي