ظلومٌ لنفسي غير أنِّي مسلمٌ ... أصلِّي الصلاةَ كلَّها وأصومُ .
وقالت عائشة : ناحت الجِنُّ على عمر قبل أن يُقتل بثلاث فقالت : .
أبعدَ قتيلٍ بالمدينَةِ أظلمتْ ... له الأَرضُ تهتزُّ الغَضاةُ بأَسْؤُقِ .
جزى الله خيراً من إمامٍ وباركتْ ... يدُ الله في ذاك الأديمِ المُمَزَّقِ .
فمن يسعَ أو يركبْ جناحَيْ نعامةٍ ... ليدركَ ما قدَّمْتَ بالأمسِ تَسْبِقِ .
قضيتَ أُموراً ثمَّ غادرتَ بعدها ... بوائقَ في أكمامها لم تُفَتَّقِ .
وما كنتُ أخشى أن تكون وفاته ... بكفِّ سَبَنْتَى أزرق العينِ مُطْرِقِ .
ذكرتُ هنا قول علاء الدين الوداعي على لسان صديق له يهوى مليحاً في أذنه لؤلؤة : .
قد قلتُ لمَّا مرَّ بي ... مُقَرْطَقٌ يحكي القَمَرْ .
هذا أبو لؤلؤةٍ ... منه خذوا ثأرَ عُمَرْ .
زين الدين الصفدي .
عمر بن داود بن هارون بن يوسف زين الدين أبو حفص المعروف بالصفدي . أصله من نَيْن قرية بمرج بني عامر من أعمال صفد وهي بنونين بينهما ياء آخر الحروف على وزن بَيْن . ورد إلى صفد عام ستة عشر وسبع مائة فيما أظن وقد عَذَّر وكتب على الشيخ نجم الدين الصفدي واشتغل عليه وتحرَّج به وكتب الإنشاء عنده . وكان به نباهةٌ وذكاء فأتقن كتابة الترسُّل وبرع فيها فلما بطل الشيخ نجم الدين من الإنشاء بصفد كتب هو الدَّرج لعلم الدين سَنْجَر الساقي لمَّا كان مُشِدَّ الدواوين وواليَ الولاة بصفد . ولمَّا هرب علم الدين المذكور فارًّا من الأمير سيف الدين أَرُقْطاي نائب صفد كان معه فحضر إلى دمشق وأقام زين الدين بدمشق مدَّةً ثمَّ إنَّ ابن منصور موقِّع غزَّة أخذه معه إلى غزَّة أيام الأمير علم الدين الجاوْلي فأعجب الأميرَ علمَ الدين فضلُه فخاف ابن منصور من تقدّمه عليه فعمل عليه فأعاده إلى دمشق فأقام بها مدةً ثمَّ إنَّ الأمير سيف الدين تُنْكُز جهَّزه إلى توقيع الرَّحبة أيام القاضي شمس الدين بن شهاب الدين محمود فأقام بها أكثر من سنتين ؛ فلمَّا توجَّه القاضي محيي الدين وولده القاضي شهاب الدين إلى مصر توجَّه جمال الدين بن رزق الله إلى توقيع غزَّة فذكراه للأمير سيف الدين تنكز فرسم بإحضاره إلى دمشق موقِّعاً عِوَضاً عن جمال الدين بن رزق الله فأقام بدمشق دون السنة ثمَّ إنَّه طلبه القاضي شهاب الدين بن فضل الله إلى مصر فأقام يكتب بين يديه قريباً من ثماني سنين إلى أن لزم بيته . ثمَّ إنَّ طاجار الدوادار عمل عليه وأخرجه إلى صفد فأقام بها مدَّةً بطَّالاً .
ولمَّا أُمسك الأمير سيف الدين تنكز وحضر القاضي شهاب الدين بن فضل الله صاحب ديوان الإنشاء بدمشق أحضره إلى دمشق وأقام بها إلى أن مات السلطان الملك الناصر محمد فدخل به القاضي شهاب الدين إلى ديوان الإنشاء بدمشق أيام الأمير علاء الدين أَلطُنْبُغا الناصري . وكتبتُ له توقيعاً بذلك وهو :