عضد الدولة وابن ركنها ... ملك الأملاك غلاب القدر .
ولم يفلح من بعد هذا البيت .
ولما احتضر لم ينطق إلا بتلاوة " ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه " ويقال : إنه ما عاش بعد هذه الأبيات إلا قليلاً وتوفي بعلة الصرع يوم الاثنين ثامن شوال سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة ببغداد ودفن بدار الملك ثم نقل تابوته إلى الكوفة ودفن بمشهد علي بن أبي طالب Bه وعمره سبع وأربعون سنة وأحد عشر شهراً وثلاثة أيام .
والبيمارستان العضدي ببغداد منسوب إليه أعد له من الآلات ما يقصر الشرح عنه .
وهو الذي أظهر قبر علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بالكوفة وبنى عليه المشهد وعزم عليه أموالاً عظيمة .
ولما ملك الأهواز والبصرة وواسط توجه إلى بغداد فاستقبله الناس الخاص والعام وخرج الإمام الطائع لتلقيه في الطيار واجتمعا في دجلة ودخل بغداد مجتازاً في قصبتها حتى نزل باب الشماسية ثم انتقل إلى داره لتسع ليالٍ خلون من جمادى الأولى سنة سبع وستين وحضر إلى دار الخلافة وخلع الطائع عليه خلع المملكة وسوره وطوقه وعهد إليه وقرئ العهد بحضرة الخليفة وعقدت له الألوية وألبس التاج المرصع بالجواهر الثمينة وعاد إلى داره وكان يوماً مشهوداً وكان شيعياً وله بغداد آثار حسنة .
وكان فاضلاً نحوياً له مشاركة في عدة فنون .
ويحكى أن عضد الدولة كان قد أمر أبا علي النديم بملازمته وأفرد له داراً عنده فقال أبو علي : إني ما أقدر على الإقامة لأني كثير الأكل فأمر حاجبه أن يرتب له في كل يوم مائدتين من طعام أول النهار وآخره وألزمه أن يحفظ من شعره ليغنيه .
فاتفق أن أتوه يوماً بطعام فيه جدي بات وتغيرت رائحته فلم يطب له أكله فمر به صديق فسلم عليه وقال له : كيف حالك ؟ قال : كيف حال من يأكل من هذا ؟ وأشار إلى الطعام ويحفظ كمن هذا وأشار إلى شعر عضد الدولة . فنقل صاحب الخبر ذلك إلى عضد الدولة فأمر بضرب أبي علي النديم عشرين سوطاً فلما ضرب قام ونفض ثيابه وقال : أكثر الله خيركم فبلغ ذلك عضد الدولة فأمر بضربه مائة سوط عدلية والعدلية أن يضرب زيادة على المائة عشرين لئلا يكون منها شيء غير مؤلم فتكون تلك العشرون معدلة ففعل له ذلك فقام بعد فراغه من الضرب وقال : ما عسى أن أقول فيكم يا بني بويه ؟ صلاتكم المائة سبعون وعقوبتكم المائة المائة وعشرون . فرفع ذلك إلى عضد الدولة فقال : دعوه فليقل ما شاء فما يستحق القتل فلا تعلموني بما يصدر عنه .
فنج .
فنج الفارسي .
فنج - بالفاء والنون والجيم - بن درج .
قال ابن عبد البر : روى عنه وهب بن منبه . في إدراكه نظر والذي عنده أنه لا يصح له ذكر في الصحابة وحديثه مرسل وروايته عن رجل من أصحاب النبي A وعن يعلى بن أمية أيضاً .
ذكره قوم بالتاء والحاء غير المعجمة وذكره عبد الغني ابن سعيد في المؤتلف والمختلف فقال : إنما هو فنج - بالنون والجيم .
قال فنج : كمنت أعمل في المدينة إذ عالج فيها فلما قدم يعلى - وهو ابن أمين - أميراً على اليمن جاء معه برجال فجاءني رجل ممن قدم معه وأنا في الزرع أصرف الماء فيه وفي كمه جوز فجلس على ساقية وهو يكسر من ذلك الجوز ويأكل قال : ثم أشار إلي فقال : يا فارسي هلم فدنوت منه فقال : يا فنج أتأذن لي في غرس من هذا الجوز على هذا الماء ؟ فقال له فنج : ما ينفعني ذلك ؟ فقال الرجل : سمعت النبي A يقول : من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر كان له بلك شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله . فقال له فنج : سمعت هذا من رسول الله A ؟ قال : نعم يا فنج قا : فأنا أضمنها لله فغرز جوزة ثم سار .
أبو زيد .
فند : هو أبو زيد كمولى عائشة بنت سعد بن أبي وقاص نشأ بالمدينة وكان خليعاً متهتكاً يجمع بين الرجال والنساء في منزله ولذلك يقول فيه ابن قيس الرقيات : .
قل لفندٍ يشيع الأظعانا ... طالما سر عيشنا وكفانا .
صادراتٍ عشيةً عن قديدٍ ... وارداتٍ مع الضحى عسفانا .
زودتنا رقية الأحزانا ... يوم جازت حمولها السكرانا