نصر الله بن مظفر بن أبي طالب بن عقِيل بن حمزة نجيب الدين أبو الفتح الشيباني الدمشقي الصفّار المعروف بابن الشُقَيشِقة - بشينَين معجمتين وقافين - المحدث الشاهد . وُلد سنة نيف وثمانين وخمسمائة وتوفي سنة ستة وخمسين وستمائة سمع وعُني بالحديث وكان يعقد الأنكحة تحت الساعات وفيه يقول البهاء بن الحَوط : .
جلس الشُقَيشِيقةُ الشقيُّ ليشهدا ... بأبيكما ماذا عدا ممّا بدا .
هل زَلزل الزلزال أم قد أُخرج الد ... جّال أم عدمِ الرجالُ ذوو الهُدَى .
عجباً لمحلول والعقيدة جاهل ... بالشرع قد أَذِنوا له أن يعقِدا .
وقف قاعتَه التي بدرب البانياسي دار حديث وتوّلى مشيختها الشيخ جمال الدين المزّي قال الشيخ شمس الدين : ولم يكن بالعدل في دينه ومن شعر ابن الشقيشقة : .
إلى كم أيها الرَّشَأُ المفدَّى ... أميلُ وأنت عن وَصلي تَحيدُ .
وأُبلَى في هواك أَسىً ووجداً ... ووجدي فيك والبَلوَى جَديد .
وقلبُك لا يرِق لِذي غرامٍ ... فقُل لي ذاك صَخرٌ أم حديد .
قلت : شعر نازل .
ابن حَواري وابن شُقَير الحنفي .
نصر الله بن عبد المنعم بن نصر الله بن أحمد بن جعفر بن حَوّاري الشيخ شرف الدين أبو الفتح التنوخي الدمشقي الحنفي الأديب ويعرف بابن شقير أيضاً وُلِدَ سنة أربع وستمائة وتوفي سنة ثلاث وسبعين وستمائة سمع الأربعين من أبي الفتوح البَكري وابن مُلاعِب وروى عنه الدمياطي وابن الخباز والدواداري وقاضي القضاة ابن صَصرى وآخرون وخطه أُسلوب غريب كتب كثيراً وملكتُ من ذلك عدّة مجلّدات وكتب الأربعين القُشيرية الأسعدية وكان ممَّن سمع منه وهبَهُ نسخةً وكان أديباً فاضلاً حسن المحاضرة حُفظةً للنوادر والأخبار حَسَنَ البِزة كريماً متجملاً عمّر في آخر عمره مسجداً عند طواحين الأشنان وتأنق في عمارته ودُفن لما مات بمغارة الجُوع وصنّف كتاب " إيقاظ الوسنان " في تفضيل دمشق ووصف محاسنها ورأيتُه بخطه وكان مقامه بالعادلية الصغيرة ولما وَلِيَ القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان وفُوض إليه أمر الأوقاف جميعها طلب الحُسبانات من أربابها ومن شرف الدين هذا عن وقف المدرسة فعمل له الحساب وكتب وُريقةً فيها : .
ولم أعمَل لمخلوقٍ حِساباً ... وها أنا قد عملت لك الحسابا .
فقال له القاضي : خُذ أوراقك ولا تعمل لنا حساباً ولا نعمل لك وكان له خُلق حادّ وفيه تسرّعٌ وهو أخو تاج الدين .
ابن بُصاقة الحنفي .
نصر الله بن هِبة الله بن أبي محمد بن عبد الباقي فخر القضاة أبو الفتح بن بصاقة الغِفاري المصري الحنفي الناصري الكاتب شاعرٌ كاتبٌ ماهرٌ كان خصيصاً بالمعظّم عيسى ثم بابنه الناصر داود توجه معه إلى بغداد . وُلد بقوص سنة تسع وسبعين وخمسمائة وتوفي سنة خمسين وستمائة بدمشق وقد تقدم في ترجمة الناصر داود ما كتبه على أبيات الناصر الجيمية . ومن شعره في المحفة المحمولة على البغال : .
وحاملةٍ محمولةٍ غير أنها ... إذا حملَت ألقَت سريعاً جنينَها .
وأكثر ما تحويه يوماً وليلة ... وتَضجر منه أن يدوم قريَنَها .
منَعَّمة لم ترضَ خدمة نفسِها ... فغلمانها من حولها يخدمونها .
لها جسدٌ ما بين روحين يَغتدي ... فلولاهما كان الترهّب دينَها .
وقد شبِّهت بالعرش في أن تحتها ... ثمانيةً من فوقِهم يحملونها .
وقال أيضاً في البيضة : .
ومولودة لا رُوحَ فيها وإنها ... لتقبل نَفخ الروح بعد ولادها .
وتسمو على الأقران في حومة الوغى ... ولكن سُمُوٍّا لم يكن بمرادها .
إذا جُمعت فالنقصُ يَعرُو حروفَها ... ولكنها تزداد عند انفرادها .
وقال في السيف : .
وأبيض وضَاح الجبين صَحِبتُه ... فأحسَنَ حتى ما أقومُ بشكره .
إذا خذلتني أسرتي وتقاعدتْ ... أخِلايَ عن نصرِي حَباني بنصره .
يواصلني في شِدّتي منه قاطعٌ ... يخفّف عنّي في رجائي بهجره .
شَدَدت يدي منه على قائمٍ بما ... أكلِّفه يلقى الأعادي بصدره