وليلي ونومي ذاك طال لبعدهم ... وذا طار إذ بالبين طار غراب .
وجسمي وعقلي ذاك يفنى صبابة ... عليهم وهذا بالخبال يصاب .
وفكري وصبري ذاك ترداد وصله ... وهذا له عني نوى وذهاب .
لئن رحلوا بالجسم عنا وقوضوا ... فإن لهم منا القلوب صحاب .
وإن جانبونا واستقلوا فعندنا ... نداهم لنا منه جنى وجناب .
وإن تقلوا عن مصر للشام دارهم ... فإن انتقال البدر ليس يعاب .
وإن أوحشت مصر فأنس جميلهم ... لها من تدانيه قرى وقراب .
ومنها في المدح : .
لقد ضم كل الفضل في ضمن فضله ... كما ضمت العلياء منه ثياب .
وأعجزت الألباب غاية وصفه ... فقصر عنها كاتب وكتاب .
ندون أدناها فأما محبة ... فنصبو وإما ضده فيصاب .
وآخرها : .
فدمت على مر الزمان ممتعاً ... عداك ومن يشناك منك عصاب .
وعاد ظلام البيت بالعود زايلاً ... وعاد مشيب الوصل وهو شباب .
ولا زال عني من ثنايك طيب ... ولا صفرت لي من نداك وطاب .
وعلقت تصانيف كثيرة في غالب ما قرأته واشتغلت به لكن كما قال بعضهم : تعوقت بتسويد الصحيفة بالاشغال عن تسويد الصحيفة بالاشتغال وأما تنقلاتي الدنيوية فإنني تنزلت بالمدارس مشتغلاً وتوليت الإعادة للفقهاء بالمشهد الحسيني والمدرسة السيفية في حدود سنة عشرين وسبع ماية نيابة عن الجد أبي زكرياء يحيى C تعالى فاستقر التدريس بها باسمي ولم أزل مدرساً بها مع ما أضيف إليها من الوظايف التي قدرها الله تعالى إلى أن باشرت التصدير بالجامع الطولوني وغيره مكان شيخنا قاضي القضاة أسبع الله ظله لما توجه إلى الشام المحروس ووليت القضاء بالمقسم ظاهر القاهرة المحروسة ثم فوض إلي الحكم بالقاهرة المحروسة فأقمت على ذلك مدة إلى أن قدر الله تعالى لانتقال إلى الشام المحروس فوليت تدريس المدرسة الركنية الجوانية وخلافة الحكم العزيز بالشام المحروس والتصدير بالجامع الأموي والله تعالى أسأل عاقبة حميدة وطريقة بالخيرات سديدة إنه ولي ذلك وأختمن كلامي ببيتين على سبيل الاعتذار : .
عبدك لا شعر له طايل ... ولا يساوي نثره سمسمه .
وأعجمي النطق من أجل ذا ... أرسل يا مولاي بالترجمه .
والله تعالى يديم على العلماء مادة فضله العميم ولا يقطع عنهم عادة منه الجسيم وبه يسبغ عليه ظله الظليل ويمتع زوار حرمه من وصفه واسمه بالقدس والخليل بمنه وكرمه .
ابن عبد الله .
محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صعصة روى له البخاري والترمذي وابن ماجة وتوفي سنة تسع وثلثين وماية .
القاضي الأسدي محمد بن عبد الله بن لبيد الأسدي ويقال الأسلمي ولي القضاء مديدة أيام مروان ثم ولي في دولة السفاح وتوفي سنة أربعين وماية .
الديباج محمد بن عبد الله الديباج توفي سنة خمس وأربعين وماية وقيل غير ذلك لقب بالديباج لحسنه وهو ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان ابن عفان الأموي قتله المنصور قال يخاطب المغيرة بن حاتم بن عنبسة بن عمرو ابن عفان الأموي وكان يكنى أبا مريم : .
أبا مريم لولا حسين تطالعت ... عليك سهام من أخ غير قابل .
فرج ابا عبد المليك فإنه ... أخو العرف ما هبت رياح الشمايل .
أبا ميرم لولا جوار أخي الندى ... لأصبحت موتوراً كثير البلابل .
ابن رهيمة محمد بن عبد الله مولى عثمان بن عفان يعرف بابن رهيمة وهي أمه حجازي أدرك الدولتين الأموية والعباسية وهو القايل : .
الآن أبصرت الهدى ... وعلا المشيب مفارقي .
أبصرت رأس غوايتي ... ومنحت قصد طرايقي .
يفتر عن متلألئ ... مصب لقلبك شايق .
كالأقحوان مراءة ... ومذاقة للذايق