محمد بن يحيى بن علي بن مسلم بن موسى بن عمران القرشي اليمني الزبيدي الحنفي الواعظ قدم دمشق وكان له معرفة بالنحو والأدب قيل إنه كان يميل إلى مذهب السالمية ويقول : إن الأموات يأكلون ويشربون وينكحون في قبورهم والشارب والزاني والسارق لا يلام على فعله لأن ذلك بقضاء الله وقدره توفي سنة خمس وخمسين وخمس مائة وله منار الاقتضاء ومنهاج الاقتفاء والرد على ابن الخشاب وكتاب القوافي تعليل من قرأ : ونحن عصبة بالنصب والحساب وغير ذلك .
ابن الوزير عون الدين هبيرة .
محمد بن يحيى بن محمد بن هبيرة ابن الوزير عون الدين ابن هبيرة ناب في الوزارة عن أبيه ولما توفي أبوه حبس فهرب من الحبس فأخذ وضرب ودفن بمطمورة حتى مات سنة إحدى وستين وخمس مائة وكان يلقب بعز الدين وهو رفيع الشأن عالي المكان ذكره العماد الكاتب في الخريدة وأورد له في الذيل : .
كم منحت الأحداث صبراً جميلا ... ولكم خلت صابها سلسبيلا .
ولكم قلت للذي ظل يلحا ... ني على الوجد والأذى : سل سبيلا .
وأورد له محب الدين ابن النجار : .
ذاعت لنا في هواك أسرار ... يا ظبية في الحشا لها دار .
واعجبا للوصال أوثره ... وهي ليوم الفراق تختار .
لما استقلت بها ظعائنها ... وهتكت للفراق أستار .
ناديت يا ظبية بكاظمة ... ها دمع عيني عليك مدرار .
قلبي وفي على تقلبه ... لكن دمعي الغداة غدار .
الماء والنار في قد جمعا ... ما اجتمع الماء قط والنار .
قلت : شعر منحط .
ابن النحاس الواسطي .
محمد بن يحيى بن هبة الله أبو نصر ابن النحاس الواسطي وبها توفي سنة ثلاث عشر وست مائة من شعره : .
وقائلة لما عمرت وصار لي ... ثمانون عاماً : عش كذا وابق واسلم .
ودم وانتشق روح الحياة فإنه ... لأطيب من بيت بصعدة مظلم .
فقلت لها : عذري لديك ممهد ... ببيت زهير فاعلمي وتعلمي .
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين عاماً لا محالة يسأم .
البجلي الواسطي .
محمد بن يحيى بن طلحة أبو عبد الله البجلي الواسطي الشاعر دخل بغداذ والشام وتوفي سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة مدح الملك الناصر صلاح الدين وغيره ومن شعره : .
لقد أوحشتني الدار بعد أنيسها ... وضاق علي الرحب وهو فسيح .
وأصبح مغنى كنتم تسكنونه ... كجسم خلت منه العشية روح .
ترى ترجع الأيام تجمع بيننا ... ويرجع وجه الدهر وهو صبيح .
ويأتي بشير منكم فأضمه ... وأشركه في مهجتي وأبيح .
فإن تسمحوا بالبعد عني فإنني ... بخيل به لو تعلمون شحيح .
قلت : شعر نازل محمد بن يحيى أبو عبد الله ذكره حرقوص في كتابه وطول الثناء عليه وأورد له قوله يصف غيثاً : .
يا بارقاً برقت له الأصواء ... وتكشفت عن نوره الأضواء .
لا تبعدن فإن بعدك للورى ... حتف وللترب الرغيب ظماء .
برق براق الأرض تضمر عشقها ... وتوده الميثاء والمعزاء .
نار إذا التهبت ولم يك حدها ... هزلاً تولد من سناها ماء .
ضحك إذا استبكى السحاب فما له ... إذ يلتظي إلا الأياء أياء .
فالروض من ذاك الحيا موشية ... والأرض من تلك السماء سماء .
ما إن وشت كفا صناع ما وشى ... ذاك الضياء بها وذاك الماء .
لما خبا ذاك اللهيب ترقرقت ... في الأرض من ذاك اللهيب إضاء .
رزق لها مقل جواحظ تارة ... ترنو وتارات لها إغضاء .
القاضي ابن فضلان