يدور بالقوس مدى سيره ... بدأً وعوداً ليتم العمل .
وكتب إلي ملغزاً في غلبك : .
إن اسم من أهواه تصحيفه ... وصف لقب المدنف العاني .
وشطره من قبل تصحيفه ... يقاد فيه المذنب الجاني .
وإن أزلت الربع منه غدا ... مصحفاً لي منه ثلثان .
وهو إذا صحفته ثانياً ... اسم لمحبوبٍ لنا ثان .
فكتبت أنا الجواب عن ذلك : .
لغزك يا من رؤيتي وجهه ... تكحل بالأنوار أجفاني .
هذا ضمير لحمىً حله ... وأيد القول ببرهان .
إن زال منه الربع مع قلبه ... فإنه للمذنب الجاني .
عليل تصحيف الذي رمته ... فالقلب في تصحيفه الثاني .
ابن الساعاتي .
إبراهيم بن مرتفع بن أرسلان أبو إسحاق المصري الذهبي الناسخ ويعرف بابن الساعاتي سمع من هبة الله بن سناء الملك بعض شعره وكان مليح الإذهاب والنسخ وله شعر كتبوا عنه وتوفي سنة إحدى وخمسين وست مائة .
الوجيه الصغير النحوي .
إبراهيم بن مسعود بن حسان المعروف بالوجيه الصغير النحوي ويعرف جده بالشاعر وإنما سمي بالوجيه لأنه كان ببغداذ نحوي آخر يعرف بالوجيه الكبير واسم الكبير المبارك وكلاهما ضرير وكان إبراهيم من أهل الرصافة ببغداذ وكان عجباً في الذكاء وسرعة الحفظ وكان يحفظ كتاب سيبويه و أكثره وأخذ النحو عن مصدق بن شبيب وكان أعلم منه وأصفى ذهناً واعتبط شاباً في جمادى الأولى سنة تسعين وخمس مائة قال ياقوت : ولد قدر الله أن يعيش كان آيةً من الآيات .
القاضي شمس الدين ابن البارزي .
إبراهيم بن المسلم بن هبة الله بن البارزي الحموي القاضي شمس الدين أحد الأئمة الفضلاء ببلده ولد سنة ثمانين وخمس مائة وتوفي C سنة تسع وستين وست مائة وكان فيه دين وورع قرأ على الكندي وصحب الفخر ابن عساكر وتفقه به وأعاد ودرس بالرواحية بدمشق ثم درس بحماة ولي القضاء وله شعر وفضائل ولي قضاء حماة بضع عشرة سنة وروى عنه جماعة وهو والد القاضي نجم الدين عبد الرحيم ومن شعره : .
دمشق لها منظر رائق ... فكل إلى وصلها تائق .
فأنى يقاس بها بلدة ... أبى الله والجامع الفارق .
البرني أبو إسحاق الواعظ .
إبراهيم بن المظفر بن إبراهيم أبو إسحاق الواعظ من أهل الحربية يعرف بابن البرني سافر والده إلى الموصل فولد بها وقدم به بغداذ فنشأ بها وتفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل وسمع من ابن البطي وأبي أحمد ابن الرحبي وابن النقور وشهدة الكاتبة وخرج من بغداذ وهو شاب وأقام بالموصل ثم انتقل إلى سنجا ثم عاد إلى الموصل وكان يعظ هناك وتوفي سنة اثنتين وعشرين وست مائة أخذ عنه ابن النجار محب الدين .
الشيخ برهان الدين ابن معضاد .
إبراهيم بن معضاد بن شداد الشيخ برهان الدين الجعبري أخبرني الشيخ الإمام العلامة أثير الدين أبو حيان من لفظه قال : رأيت المذكور بالقاهرة وحضرت مجلسه أنا والشيخ نجم الدين ابن مكي وجرت لنا معه حكاية وكان يجلس للعوام يذكرهم ولهم فيه اعتقاد وكان يروي شيئاً من الحديث وله مشاركة في أشياء من العلم وفي الطب وله شعر منه : .
وأفاضل الناس الكرام أبوةً ... وفتوةً ممن أحب وتاها .
عشقوا الجمال مجرداً بمجرد الر ... وح الزكية عشق من زكاها .
متجردين عن الطباع ولؤمها ... متلبسين عفافها وتقاها .
متمثلين بصورة بشرية ... وقلوبهم ملكية بقواها .
كتمثل الروح الأمين بدحية ... إذ باليتيم له تمثل طه .
وهما مها من مجتلى دار العلا ... فوق الملا متواطنان علاها .
هذا هو العجب العجيب لأهله ... والغاية القصوى البعيد مداها .
لا كالذي يهوى الطباع بطبعه ... ومرامه صلصالها وحماها .
ويظن جهلاً أن تلك محبةٌ ... بل شهوة داعي الهموم دعاها .
فانٍ تألف فانياً كتألف ال ... أنعام إذ عكفت على مرعاها .
بل هم أضل لأنهم جعلوا له ... في الحب أبناء التقى أشباها