وكان في زمانهما أحمد بن أيوب بن مانوس وهو أيضاً من تلامذة النظام قال مثل ما قال ابن حائط في التناسخ وخلق البرية دفعةً إلا أنه زاد على ذلك وقد تقدم ذلك في ذكر اسمه نسأل الله تعالى السلامة والعصمة من هذه الأضاليل والنجاة من هذه الأباطيل .
ومن مذهب أحمد وفضل أن الديار خمس داران للثواب إحداهما فيها أكل وشرب وبعال وجنات وأنهار والثانية دار فوق هذه ليس فيها أكل وشرب وبعال بل ملاذ روحانية وروح وريحان غير جسمانية والثالثة دار العقاب المحض وهي نار جهنم ليس فيها ترتيب بل هي على نمط التساوي والرابعة دار الابتداء التي خلق الخلق فيها قبل أن يهبطوا إلى الدنيا وهي الجنة الأولى والخامسة دار الابتلاء التي كلف الخلق فيها بعد أن اجترحوا في الأولى وهذا التكوير والتكرير لا يزال في الدنيا حتى يمتلئ المكيالان مكيال الخير ومكيال الشر فإذا امتلأ مكيال الخير صار اعمل كله طاعة والمطيع خيراً صالحاً فينقل إلى الجنة ولم يلبث طرفة عين فإن مطل الغني ظلم وفي الخبر : أعطوا الأجير أجرته قبل أن يجف عرقه وإذا امتلأ مكيال الشر صار العمل كله معصية والعاصي شريراً محضاً فينقل إلى النار ولم يلبث طرفة عين وذلك قوله تعالى : " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " .
النسابة .
أحمد بن الحباب الحميري النسابة توفي سنة سبع وسبعين ومائتين .
الشاعر .
أحمد بن الحجاج قال ابن النجار : ذكره أبو عبد الله محمد بن داود ابن الجراح الكاتب في كتاب الورقة في أخبار الشعراء المحدثين وذكر أنه بغداذي من أبناء موالي المنصور وأنه كان شاعراً محسناً صحب المطلب ابن عبد الله بن مالك الخزاعي ففيه أكثر شعره وقال : أنشدني ابن أبي خيثمة عن دعبل عنه : .
لم ألق مطلباً إلا بمطلب ... وهمة بلغت بي غاية الطلب .
أفردته برجائي أن يشاركه ... في الرسائل أو ألقاه بالكتب .
إن اعتصمت بأستار ابن مطلب ... ذي الجود مرتقباً والبيت ذي الحجب .
فذاك للآجل المرجو آجله ... وأنت للعاجل المرجو من قرب .
رحلت عيساً إلى البيت العتيق على ... ما كان من تعب فيها ومن ندب .
حتى إذا ما انقضى نسكي ثنيت لها ... فضل الزمام فأمت سيد العرب .
أرمي بها وبوجهي كل هاجرةٍ ... تكاد تقدح يبن الجلد والعصب .
هذا رجائي وهذي مصر قد سنحت ... ونت أنت وقد ناديت من كثب .
قيل إن المطلب نزل عن سريره وقال له : لبيك لبيك وأمر له بألفي دينار ومن شعره : .
زمني بمطلب سقيت زمانا ... ما كنت إلا روضة وجنانا .
بأبي وأمي أنت غير فقيد ... لاكن أنا مسترحم أحيانا .
أصلحتني بالجود بل أفسدتني ... فتركتني أتسخط الإحسانا .
أمير آل مرى .
أحمد بن حجي بن بريد الأعرابي الأمير شيخ آل مرى كان أحد الأبطال المعروفين وإغاراته تصل إلى نجد والحجاز يؤدون له الخفر حتى صاحب المدينة جماز يؤدي له القطيعة ويداريه وكانت له منزلة رفيعة عند الملك الظاهر بيبرس العالي الصالحي والملك المنصور وكان يزعم أنه من نسل جعفر البرمكي وأنه من أحد أولاد أخت هارون الرشيد وإذا حضر عند ابن خلكان كان يقول له : أنت ابن عمتي ويضيفه القاضي وكانت بينهما مهادة وكان على الناس في الطرقات آفة وخلف عدة أولاد وتوفي سنة اثنتين وثمانين وست مائة كتب إلى عيسى بن مهنا كتاباً أغلظ له فيه وكان شهاب الدين ابن غانم عنده فأمر له بالمجاوبة عنه فكتب إليه من جملته ذلك : .
زعموا أنا هجونا ... جمعهم بالافتراء .
كذبوا فيما ادعوه ... وافتروا بالادعاء .
إنما قلنا مقالاً ... لا كقول السفهاء .
آل فضل آل فضل ... ما هم آل مراء .
فوق ذلك عنده بموقع وغضب .
الصوفي .
أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثقة توفي في رجب سنة ست وثلاث مائة .
أبو بكر الفلكي