بنو تيمية كانوا فبانوا ... نجوم العلم أدركها انهباط .
ولكن يا ندامتنا عليه ... فشكّ الملحدين به يماط .
إمامٌ لا ولاية قطّ عانى ... ولا وقفٌ عليه ولا رباط .
ولا جارى الورى في كسب مالٍ ... ولم يشغله بالناس اختلاط .
ولولا أنهم سجنوه شرعاً ... لكان به لقدرهم انحطاط .
لقد خفيت عليّ هنا أمورٌ ... فليس يليق لي فيها انخراط .
وعند الله تجتمع البرايا ... جميعاً وانطوى هذا البساط .
؟ ؟ ابن مكندا .
أحمد بن عبد الحميد بن أحمد بن الحسين المقرئ المعروف بابن مكندا بالميم المضمومة وبعد الكاف المكسورة نون وبعدها دال مهملة وألف من أهل أوانا أسمعه والده من أبي جعفر محمد بن عبد العزيز العباسي المكي وغيره وكان فيه أدب ويقول الشعر . امتدح الوزير أبا المظفر ابن هبيرة بقصيدة أولها : .
نوح الحمام على فروع البان ... أهدى إليّ بلابل الأشجان .
ورقٌ تداعى في ذرى أغصانها ... بهديلها وترجّع الألحان .
يخطرن بالأطواق والحلل التي ... قد زخرفت بعجائب الألوان .
ناديتهن ودمع عيني هاطلٌ ... لما صمتن وملن بالأفنان .
بالله يا ورق الحمام أعنني ... بهديلكنَّ وكنّ من أعواني .
قلت : شعرٌ منحطّ يقبل .
؟ عز الدين ابن العماد المقدسي .
أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة الشيخ المسند المبارك عز الدين أبو العباس ابن العماد أبي العباس المقدسي الصالحي ولد تقريباً سنة اثنتي عشرة وسمع من الموفق وموسى بن عبد القادر وابن راجح وابن أبي لقمة والبهاء وأبي القاسم ابن صصرى وشمس الدين أحمد البخاري وابن غسان وابن الزبيدي وجماعة خرجت له مشيخةٌ في ثلاثة أجزاء وسمعها جماعة وظهر له أيام التتار سماع مسند أبي داود الطيالسي من الشيخ موفق وحدّث بالكثير وصار من أعيان المسندين في زمانه وتفرد بشيوخ وأجزاء وتوفي سبع مائة .
؟ ابن عبد الدايم الحنبلي .
أحمد بن عبد الدايم بن نعمة بن أحمد بن نعمة بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن بكير المعمر العالم مسند الوقت زين الدين أبو العباس المقدسي الفندقي الحنبلي الناسخ ولد بفندق الشيوخ من جبل نابلس سنة خمس وسبعين وأدرك الإجازة التي من السلفي لمن أدرك حياته وأدرك الإجازة الخاصة من خطيب الموصل أبي الفضل الطوسي وأبي الفتح ابن شاتيل ونصر الله القزاز وخلق سواهم وسمع من يحيى الثقفي وأبي الحسين الموازيني ومحمد بن علي بن صدقة وإسماعيل الجنزوي والمكرم بن هبة الله الصوفي وبركات الخشوعي وابن طبرزذ والحافظ عبد الغني ورحل إلى بغداذ وسمع من ابن كليب بقراءته من عبد الخالق ابن البندار وابن سكينة وعلي بن يعيش الأنباري وغيرهم وتفقه على الشيخ الموفق وكتب بخطه المليح السريع ما لا يوصف لنفسه وبالأجرة حتى كان يكتب إذا تفرغ في اليوم تسع كراريس أو أكثر ويكتب الكراسين و الثلاثة مع اشتغاله في يوم وليلة . قيل إنه كان يكتب " القدوري " في ليلة واحدة وعندي أن هذا مستحيل وقيل إنه كان ينظر في الصفحة نظرة واحدة ويكتبها ولذلك يوجد له الغلط فيما كتبه كثيراً ولازم النسخ خمسين سنة وخطه لا نقط ولا ضبط وكتب على ما قاله في شعره ألفي مجلدة وكان تام القامة حسن الأخلاق والشكل . ذكر ابن الخباز أنه سمع ابن عبد الدايم يقول : كتبت بخطي ألفي جزء وذكر أنه كتب بخطه " تاريخ دمشق " مرتين . قال الشيخ شمس الدين : الواحدة في وقف أبي المواهب ابن صصري وكتب من التصانيف الكبار شيئاً كثيراً وولي خطابة كفر بطنا وأنشأ خطباً عديدة وحدث سنين كثيرة . روى عنه الشيخ محي الدين والشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد والشيخ شرف الدين الدمياطي وابن الظاهري وابن جعوان وابن تيمية ونجم الدين ابن صصري وشرف الدين الفزاري الخطيب وأخوه تاج الدين وولده برهان الدين وشمس الدين إمام الكلاسة وشرف الدين منيف قاضي القدس وعلاء الدين ابن العطار وخلق كثير بمصر والشام . ورحل إليه غير واحد وتفرد بالكثير وكفّ بصره في آخر عمره وتوفي لتسع خلون من شهر رجب سنة ثمان وستين وست مائة .
ومن شعره فيما يكتبه في الإجازة :