قال ابن شنظير : توفي يوم الأربعاء بعد صلاة العصر لست خلون من جمادى الآخرة عام أربع مائة ودفن يوم الخميس بعد صلاة الظهر وصلى عليه ابن يعيش ومولده سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة .
محمد بن عمروس بن العاصي : من أهل قرطبة ؛ يكنى : أبا عبد الله .
روى عن أبي عبد الله بن مفرج وغيره من شيوخ قرطبة ورحل إلى المشرق وحج ودخل العراق وروى بها عن أبي بكر الأبهري الفقيه لقيه ببغداد سنة تسع وستين وثلاث مائة . وروى عن أبي الحسن الدارقطني وعن أبي الحسن محمد بن المظفر الحافظ البغداذي وأبي أحمد الحسين بن علي التميمي النيسابوري . وكان قدم بغداد حاجا في العام المذكور وعن أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي بالبصرة وغيرهم وأخذ بمصر عن أبي بكر بن إسماعيل وأبي علي سعيد بن شعبان والحريري وغيرهم وبالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد .
وانصرف إلى الأندلس وشهر بالعلم وكان موسرا وتولى الأحباس بقرطبة . حدث عنه أبو عمر بن عبد البر وأبو عبد الله بن عابد وأثنى عليه وقال : طالت صحبتي له وكرمت مداخلتي إليه إلى حين وفاته . وكان متمكنا من القاضي أبي العباس بن ذكوان مقدما في المناظرة عنده وكان معدودا من ذوي الفضل الراجح والحلم التام مع العلم والانقباض ورقة أهل المشرق .
قال ابن حيان : توفي في جمادى الآخرة سنة أربع مائة . ودفن بمقبرة ابن عباس وصلى عليه القاضي ابن ذكوان .
محمد بن عبد السلام الأديب المعروف : بالتدميري . سكن قرطبة ؛ يكنى : أبا عبد الله .
روى عن أبي عبد الله بن مفرج وغيره . حدث عنه أبو عبد الله بن عابد وذكر أنه كان صاحبه عند الشيوخ في السماع . وقال : انتفعت به في مدارسة العلم وكتب عنه المناسك لسحنون بن سعيد وقال : فقد في رقعة قنليش سنة أربع مائة مع أبي عثمان بن القزاز الأديب رحمهما الله . وذكره ابن حيان وقال : كان خيرا ورعا عابدا متقشفا وتفننا في العلوم ذا حظ من الأدب والمعرفة . وكان قد نظر في شيء من الحدثان .
محمد بن عيسى المعروف بابن البريلي من أهل تطيلة وقاضيها ؛ يكنى : أبا عبد الله .
له رحلة إلى المشرق وحج فيها سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة . ولقي مشيخة المصريين وأخذ عنهم . وكان موصوفا بالعلم والصلاح والعفة والشجاعة والجهاد بثغره . وخرج مع المهدي محمد بن هشام لنصرته فقتل بعقبة البقر في صدر شوال سنة أربع مائة .
محمد بن أحمد بن يحيى المعروف : بابن الفصال : من أهل قرطبة ؛ يكنى : أبا عبد الله .
روى عن عبد الوارث بن سفيان وأبي محمد الأصيلي ولزم أبا عمر بن أبي الحباب وهو كان متولي قراءة كتب الآداب عليه وكان من أهل النباهة والذكاء واليقظة والتحقق بالأدب . وتوفي في عقبة البقر صدر شوال سنة أربع مائة .
محمد بن تمام بن عبد الله بن تمام : من أهل طليطلة يكنى : أبا عبد الله .
روى عن أبيه تمام بن عبد الله وكانت له رحلة إلى المشرق مع أبي عبد الله بن عابد وأخذ معه عن ابن إسماعيل وغيره .
وكان فيها عالما متفننا شاعرا موثقا حسن الخط مهيبا وكان نهما في الأكل كان يدخل الطعام على الطعام حتى صار في بطنه دود يسمى حب القرع فكان في بعض الأيام يشتد عليه فكان يشرب السمن والعسل فيلقيهما . قتله أهل طليطلة سنة أربع مائة . أو إحدى وأربع مائة .
ذكره ابن مطاهر . قال ابن حيان سنة أربع مائة .
محمد بن يحيى بن خميس : مولى بني أمية ؛ يكنى : أبا عبد الله .
كان ذا قدر في العدالة والجاه والثروة بقرطبة . وهو الذي حمل عنه أنه سمع صاحب الرد عبد الملك بن منذر بن سعيد يقول يوم صلبه وقد استقل على جذعه : اللهم إن كنت كشفت ستري في الدنيا فلا تكشفه في الآخرة يا أرحم الراحمين . توفي في ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة . ذكره ابن حيان . ونقلته من خط أبي القاسم ابن عتاب .
محمد بن سعيد بن السري الأموي الحرار : من أهل قرطبة ؛ يكنى : أبا عبد الله .
له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا عبد الله البلخي وعلي بن الحسين الأذني القاضي ومحمد بن موسى النقاش والحسن بن رشيق وغيرهم . ومن تأليفه جامع واضح الدلائل ؛ وكتاب روضات الأخبار في الفقه ؛ وكتاب عمل المرء في اليوم والليلة وغير ذلك