سمع في شبيبته علما كثيرا ورواه وقرأت تسمية شيوخه المذكورين قبل هذا بخط يده وفيه تسمية ما سمعه منهم ؛ فرأيت فيها كتبا كثيرة تدل على العناية بالعلم والاهتمام به .
وتوفي C بشلطيش معتقلا بها من قبل المعتمد على الله محمد بن عباد في منتصف شهر شوال سنة اثنتين وستين وأربع مائة . ومولده في ذي القعدة من سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة .
محمد بن يونس الحجاري منها ؛ يكنى : أبا عبد الله .
روى عن أبي عمر الطلمنكي وأبي محمد الأسلمي وغيرهما . وكان مقدما في المعرفة بالنحو واللغة وكتب الأخبار والأشعار واستأدبه المظفر بن الأفطس لنفسه ولبنيه . وسكن بطليوس وتوفي بها سنة اثنتين أو ثلاث وستين وأربع مائة .
محمد بن أحمد بن عيسى بن محمد بن منظور بن عبد الله بن منظور القيسي : من أهل إشبيلية ؛ يكنى : أبا بكر .
روى ببلده عن الفقيه الزاهد أبي القاسم بن عصفور الحضرمي وأبي بكر محمد ابن عبد الرحمن العواد وغيرهما . واستقضاه المعتمد على الله محمد بن عباد بقرطبة . وكان حسن السرة في قضائه عدلا في أحكامه ولم يزل يتولى القضاء بها على أن توفي في غرة جمادى الآخرة من سنة أربع وستين وأربع مائة . ودفن بمقبرة أم سلمة وصلى عليه القاضي أبو عمر بن الحداء .
محمد بن قاسم بن مسعود القيسي : من أهل طليطلة ؛ يكنى : أبا عبد الله .
روى عن أبي عبد الله بن الفخار وابن الفشاري . وكان : من أهل العناية بالعلم والفقه والفتيا مشاورا في الأحكام . وكتب للقضاة بطليطلة . وتوفي في شهر رمضان سنة ست وستين وأربع مائة . ذكره ابن مطاهر .
محمد بن أحمد بن سعيد المعافري المقرئ ؛ يعرف : بابن الفراء : من أهل جيان ؛ يكنى : أبا عبد الله .
أخذ القراءات عن أبي محمد مكي بن طالب المقرئ ؛ وأقرأ الناس بالحمل عنه وكان فاضلا زاهدا ورحل في آخر عمره إلى المشرق . وتوفي بمكة سنة تسع وستين وأربع مائة . قرأت وفاته بخط القاضي يحيى بن حبيب وكان ممن أخذ عنه .
محمد بن أحمد بن عيسى بن محمد بن منظور بن عبد الله بن منظور القيسي من أهل إشبيلية ؛ يكنى : أبا عبد الله .
قرأت بخط أبي محمد بن خزرج : أخبرني أبو عبد الله بن منظور أنه خرج من إشبيلية إلى المشرق في شعبان سنة ثمان وعشرين وأربع مائة . وأنه وقف وقفتين سنة ثلاثين وسنة إحدى وثلاثين وأنه دخل إشبيلية منصرفا سنة أربع وثلاثين وأربع مائة . قرأت وفاته بخط القاضي يحيى بن حبيب وكان ممن أخذ عنه .
قال أبو علي : كان من أفاضل الناس حسن الضبط جيد التقييد للحديث كريم النفس خيارا . رحل إلى المشرق ولقي بمكة : أبا ذر عبد بن أحمد وصحبه وجاور معه مدة وكتب عنه الجامع الصحيح للبخاري وغير ما شيء . ولقي أيضا أبا النجيب الأرموي وابن أبي سختوية وأبا عمرو السفاقسي لقيه بمكة وغيرهم .
أخبرنا أبو الحسن يونس بن محمد المفتي سماعا من لفظه ؛ قال : أخبرنا أبو عبد الله بن منظور قال : لما سرنا إلى الزيارة وانتهينا إلى باب الخشبة وهو الباب الذي يفضي إلى القبر نزل رجل عن راحلته وأنشد : .
نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة ... لمن بان عنه أن تلم به ركبا .
فلما سمعه الناس نزلوا عن رواحلهم ومشوا إلى القبر . قال لنا أبو الحسن : وتمثل هذا الرجل بهذا البيت أحسن من مدح أبي الطيب المتنبي من مدح به وقال فيه . وقال لنا أيضا : كان ذكي الخاطر حسن المجالسة من بيت علم وذكر وفضل C