وكان : من أهل النباهة . واليقظة والمشاركة في عدة علوم وكان أديبا حليما وقورا وكان قد نظر في الطب وطالع منه كثيرا وعنى به وكان من المجتهدين بالقرآن كان له منه حزب بالليل وحزب بالنهار وكان كثير الالتزام لداره لا يخرج منه إلا لصلاة أو لحاجة . وكان يتناول شراء حوائجه بنفسه حتى البقل ولا يخالط الناس ولا يداخلهم . وكان كثيرا ما ينشد في مجالسه متمثلا : .
لله أيام الشباب وعصره ... لو يستعار جديده فيعار .
ما كان أقصر ليله ونهاره ... وكذاك أيام السرور قصار .
وقرأت بخط أبي الحسن الإلبيري المقرىء وقد ذكر أبا عمر بن سميق هذا في شيوخه فقال : كان C رجلا صالحا حسن الخلق كثير التواضع . محبا في أهل السنة . متبعا لآثارهم متحليا بآدابهم وأخبارهم . وولى : قضاء طلبيرة فحمدت سيرته وشكرت طريقته وكان يختلف إلى غلة كانت له بحومة المترب يعمرها بالعمل ليعيش منها . قال : وتذاكرت معه يوما من آداب عيادة المرضى وتناشدنا قول الناظم في ذلك : .
حكم العيادة يوم بين يومين ... واقعد قليلا كمثل اللحظ بالعين .
لا تبرمن عليلا في مساءلة ... يكفيك من ذاك تسأله بحرفين .
يعني قول العائد للعليل كيف أنت شفاك الله .
وأنشدني لنفسه معارضا لهذا الشعر : .
إذا لقيت عليلا ... فاقعد لديه قليلا .
ولا تطول عليه ... وقل مقالا جميلا .
وقم بفضلك عنه ... تكن حكيما نبيلا .
وكان مليح الخبر طريف الحكاية مولده لتسع خلون من جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة . وتوفي C بطليطلة في حدود الخمسين وأربع مائة ودفن بالقرق وصلى عليه أبو محمد بن عفيف وكانت وفاة ابن عفيف وكانت وفاة ابن عفيف في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وأربع مائة .
أحمد بن عبد الله بن مفرج الأموي المكتب يعرف : بابن التيابي يكنى : أبا عمر .
أخذ عن جماعة من علماء قرطبة وسكن إشبيلية . حدث عنه ابن خزرج وقال : توفي في رجب سنة خمسين وأربع مائة . وله بضع وثمانون سنة .
أحمد بن محمد بن عمر الصدفي الزاهد يعرف : بابن أبي جنادة من أهل طليطلة يكنى : أبا عمر .
سمع : من أبي إسحاق إبراهيم بن محمد وصاحبه أبي جعفر أحمد بن محمد .
ورحل حاجا وكان : من أهل العلم والعمل وترك الدنيا صواما قواما منقبضا عن الناس فارا بدينه ملازما لثغور المسلمين وكان كثيرا ما يوكد في الرواية ولا يرى لأحد النظر في مسألة ولا حديث حتى يروي ذلك . وكان حسن الضبط لكتبه متحريا لم يبح لأحد أن يسمع منه ولا روى لأحد شيئا من كتبه . وتوفي في شوال من سنة خمسين وأربع مائة وصلى عليه تمام بن عفيف وفرغ من جنازته وحانت صلاة العصر وصلاها الناس بأذان وإقامة وحضر المأمون . من كتاب ابن مطاهر .
أحمد بن خصيب بن أحمد الأنصاري : من أهل قرطبة بها نشأ ثم سكن القيروان وأخذ عن أبي الحسن علي بن أبي الحسن علي بن أبي طالب العابر أكثر روايته وتواليفه وعن غيره .
وكان له علم بعبارة الرؤيا ثم استوطن دانية . وتوفي بعد ذلك بقلعة حماد من بلاد العدوة في حدود سنة خمسين وأربع مائة وهو ابن اثنتين وستين سنة أو نحوها . ذكره ابن خزرج وروى عنه .
أحمد بن حصين : من أهل بجانة يكنى : أبا عمر .
كان فقيها على مذهب مالك معتنيا بالآثار وكتب منها بخطه كثيرا . وصحب أبا الوليد بن ميقل والمهلب بن أبي صفرة وأبا أحمد بن الحوات وغيرهم . ودعى إلى القضاء فأبى من ذلك . وتوفي سنة ست وخمسين وأربع مائة . وهو ابن خمس وسبعين عاما . ذكره ابن مدير .
أحمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث الصدفي : من أهل طليطلة يكنى أبا جعفر .
هو من جلة علمائها من أهل البراعة والفهم والرياسة في العلم متفننا عالما بالحديث وعلله وبالفرائض والحساب واللغة والاعراب والتفسير وعقد الشروط . وله فيها كتاب حسن سماه : المقنع . روى عن أبي بكر خلف بن أحمد وأبي محمد ابن عباس وغيرهما .
وكان كلفا بجمع المال . وتوفي في صفر سنة تسع وخمسين وأربع مائة ومولده سنة ست وأربع مائة . ذكره : ط أحمد بن محمد بن حزب الله : من أهل بلنسية يكنى : أبا الحسن