سمع : من أبي عبد الله محمد بن فرج وأبي مروان بن سراج وجماعة سواهم . وكان حافظا للفقه على مذهب مالك وأصحابه مقدما فيه متفننا في المعارف والعلوم وقد نوظر عليه وتوفي C بمدينة قبرة وقد كف بصره في سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة .
محمد بن أحمد بن طاهر القيسي : من أهل إشبيلية يكنى : أبا بكر .
أخذ عن أبي علي الغساني كثيرا واختص به وسمع من ابن سعدون القروي . وكان مشهورا بالحديث ومعرفته معتنيا به أخذ الناس عنه . وتوفي C ليلة السبت وهي ليلة سبع وعشرين من جمادى الأولى من سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة . وكان مولده سنة تسع أربعين وأربع مائة .
محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن العربي المعافري : من أهل إشبيلية ؛ يكنى : أبا بكر الإمام العالم الحافظ المستبحر ختام علماء الأندلس وآخر أئمتها وحفاظها . لقيته بمدينة إشبيلية حرسها الله ضحوة يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمادى الآخرة من سنة ست عشرة وخمسمائة فأخبرني C أنه رحل مع أبيه إلى المشرق يوم الأحد مستهل ربيع الأول من سنة خمس وثمانين وأربع مائة . وأنه دخل الشام ولقي بها أبا بكر محمد بن الوليد الطرطوشي وتفقه عنده ولقي بها جماعة من العلماء والمحدثين .
ودخل بغداد وسمع بها من أبي الحسين المبرك بن عبد الجبار الصيرفي ومن الشريف أبي الفوارس طراد بن محمد الزيبقي ومن أبي بكر بن طرخان وغيرهم كثير ثم رحل إلى الحجاز فحج في موسم سنة تسع وثمانين وسمع بمكة من أبي علي الحسين ابن علي الطبري وغيره . ثم عاد إلى بغداد ثانية وصحب بها أبا بكر الشاشي وأبا حامد الطوسي وغيرهما من العلماء والأدباء فأخذ عنهم وتفقه عندهم وسمع العلم منهم ثم صدر عن بغداد ولقي بمصر والإسكندرية جماعة من المحدثين فكتب عنهم واستفاد منهم وأفادهم ؛ ثم عاد إلى الأندلس سنة ثلاث وتسعين وقدم بلده إشبيلية بعلم كثير لم يدخله أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى المشرق .
وكان من أهل التفنن في العلوم والاستبحار فيها والجمع لها متقدما في المعارف كلها متكلما في أنواعها نافذا في جميعها حريصا على أدائها ونشرها ثاقب الذهن في تمييز الصواب منها ويجمع إلى ذلك كله آداب الأخلاق مع حسن المعاشرة ولين الكنف وكثرة الاحتمال وكرم النفس وحسن العهد وثبات الوعد . واستقضى ببلده فنفع الله به أهله لصرامته وشدته ونفوذ أحكامه . وكان له في الظالمين سورة مرهوبة . ثم صرف عن القضاء وأقبل على نشر العلم وبثه .
قرأت عليه وسمعت بإشبيلية وقرطبة كثيرا من روايته وتواليفه . وسألته عن مولده فقال لي : ولدت ليلة الخميس لثمان بقين من شعبان سنة ثمان وستين وأربع مائة . وتوفي C بالعدوة ودفن بمدينة فاس في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة .
محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن يحيى بن مسعود يعرف : بابن الوراق . صاحب الصلاة بجامع قرطبة ؛ يكنى : أبا الحسن .
روى عن أبي عبد الله محمد بن فرج قديما وأخذ عن جماعة شيوخنا . وكان دينا فاضلا معتنيا بالعلم والآثار جامعا لها حسن النقل لجميعها جميل الخط والوراقة ثقة ثبتا طويل الصلاة كثير الذكر لله تعالى . وتوفي C في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة . ودفن بالربض .
محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري : من أهل غرناطة ؛ يكنى : أبا عبد الله صاحبنا .
أخذ عن جماعة عمرو شيوخنا وكان من أهل العناية الكاملة بتقييد العلم والآثار والسنن والأخبار جامعا لها متفننا لما كتبه منها . وكان ثقة ثبتا عالما بالحديث والرجال . وتوفي C ببلده سنة أربع وأربعين وخمس مائة .
محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن مسلمة : من أهل قرطبة وعين من أعيانها ؛ يكنى : أبا بكر .
روى عن أبي علي الغساني كثيرا وعن أبي الحسن العبسي . وأجاز له أبو عبد الله محمد بن فرج وغيره . وكان فاضلا سريا دينا متصاونا عالي القدر طويل الصلاة كثير الذكر لله تعالى مسارعا إلى أفعال البر والأعمال الصالحة . وتوفي C في جمادى الأولى من سنة خمس وأربعين وخمس مائة ومولده سنة ست وثمانين وأربع مائة .
محمد بن يونس بن مغيث : من أهل قرطبة وبيوتها الرفيعة ؛ يكنى : أبا الوليد