قرأت بخط صاحبنا أبي الوليد بن الدباغ قال : سمعت القاضي أبا علي بن سكرة شيخنا يقول : سمعت القاضي الإمام أبا الوليد الباجي يقول : لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث . وكتب إلي أبو بكر بن فتحون بخطه قال : سمعت أبا علي بن سكرة يقول : سمعت القاضي أبا الوليد الباجي وقد جرى ذكر أبي عمر بن عبد البر عنده . فقال : أبو عمر أحفظ أهل المغرب . سمعت القاضي أبا عبد الله محمد بن أحمد بن الحاج C يقول : سمعت أبا علي الغساني يقول : سمعت أبا عمر بن عبد البر يقول : لم يكن أحد ببلدنا مثل أبي محمد قاسم بن محمد وأبي عمر أحمد بن خلف الجباب . قال أبو علي وأنا أقول إن شاء الله : إن أبا عمر لم يكن بدونهما ولا متخلفا عنهما .
قال أبو علي : وأبو عمر شيخنا C من المثمرين قاسط في ربيعة من أهل قرطبة بها طلب وتفقه ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك هاشم الفقيه الإشبيلي وكتب بين يديه ولزم أبا الوليد بن الفرضي الحافظ وعنه أخذ كثيرا من علم الحديث ودأب أبو عمر في طلب العلم وافتن فيه وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس وألف في الموطإ كتبا مفيدة منها : كتاب التمهيد لما في الموطإ من المعاني والأسانيد ورتبه على أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله وهو سبعون جزءا .
قال أبو محمد بن حزم : لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه ! .
ثم صنع كتاب الاستذكار لمذاهب العلماء الأمصار فيما تضمنه موطأ مالك من معاني الرأي والآثار شرح فيه الموطأ على وجهه ونسق أبوابه وجمع في أسماء الصحابة كتابا جليلا مفيدا سماه كتاب الاستيعاب في أسماء الصحابة Bهم . وله كتاب جامع بيان العلم وفضله وما بلغني في روايته وحمله وغير ذلك من تواليفه وكان موفقا في التأليف معانا عليه ونفع الله بتواليفه وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه ومعاني الحديث له بسطة كبيرة في علم النسب والخبر .
جلى عن وطنه ومنشئه قرطبة فكان في الغرب مدة ثم تحول إلى شرق الأندلس وسكن منه دانية وبلنسية وشاطبة وبها توفي C في ربيع الآخر ودفن يوم الجمعة لصلاة العصر من سنة ثلاث وستين وأربع مائة . وصلى عليه صاحبنا أبو الحسن طاهر بن مفوز المعافري . قال أبو علي وسمعت طاهر بن مفوز يقول : سمعت أبا عمر يقول : ولدت يوم الجمعة والإمام يخطب لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وستين . وهو اليوم التاسع والعشرون من نونبر . قال طاهر : أرانيه الشيخ بخط أبيه عبد الله بن محمد C .
يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حماد : من أهل مجريط ؛ يكنى : أبا يعقوب .
روى عن أبيه جميع ما رواه وعن أبي عبد الله بن الفخار وأبي عمر الطلمنكي وأبي محمد الشنتجيالي . ورحل إلى المشرق وحج ولقي أبا ذر الهروي وسمع منه ولقي أبا الحسين يحيى بن نجاح وسمع منه بعض كتاب سبل الخيرات من تأليفه وأجاز له سائرها . ولقي ببرقة : أبا سعيد ميمون بن طريف ولقي باطرابلس أبا الحسن بن المنمر وصحبه مدة وقرأ عليه كتابه في الفرائض . وكان أبو يعقوب هذا ثقة فيما رواه . وتوفي C بمجريط سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة . قرأت وفاته بخط ابنه عبد الرحمن ومولده سنة خمس وتسعين وثلاث مائة .
يوسف بن علي بن جبارة الهذلي الأندلسي المقرئ ؛ يكنى : أبا الحجاج .
روى بالمشرق عن جماعة كثيرة منهم : أبو العباس أحمد بن سعيد بن نفيس المقرئ وأحمد بن علي بن هاشم المقرئ وعبد الملك بن سابور وغيرهم كثير وله كتاب حفل في القراءات سماه بكتاب الكامل وذكر فيه أنه لقي من الشيوخ ثلاث مائة وخمسة وستين شيخا من آخر ديار الغرب إلى باب فرغانة وكتب إلينا بإجازة هذا الكتاب القاضي أبو المظفر الطبري من مكة يخبرنا به عن أبي العز محمد بن الحسين المقرئ من مؤلفه .
يوسف بن موسى بن يوسف الأسدي : من أهل طليطلة ؛ يعرف : بابن البابش .
أخذ عن محمد بن مغيث ومحمد بن بدر وشوور في الأحكام وتوفي بولمش ودفن بها في ذي القعدة سنة خمس وسبعين وأربع مائة .
يوسف بن محمد بن بكير الكناني : من أهل طليطلة ؛ يكنى : أبا عبد الله