دخل الأندلس سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة . وكانت عنده رواية واسعة عن شيوخ مصر والشام والحجاز واليمن . وله كتاب الفوائد من عوالي حديثه . وكان شافعي المذهب . ذكر ذلك كله أبو محمد بن خزرج وقال : ذكر لنا أنه حج ثمان حجات وأن مولده سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة .
نهاية الجزء الثالث .
الجزء الرابع .
بسم الله الرحمن الرحيم .
و A وعلى آله وسلم تسليما .
حرف السين .
من اسمه سليمان .
سليمان بن أحمد بن يوسف بن سليمان بن عبد الله بن وهب بن حبيب بن مطر المري : من أهل قرطبة يكنى : أبا أيوب .
روى عن ابن فحلون وأبي بكر بن أبي حجيرة وأجاز له أحمد بن سعيد وأبو القاسم أحمد بن محمد بن مسور جميع روايتهما . وكتب للقاضي أبي بكر بن زرب وابن برطال القاضي أيضا . ومولده في رجب سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة .
ذكره ابن شنطير وروى عنه . وتوفي C : يوم الأربعاء بالعشي ودفن يوم الخميس لسبع بقين من شهر صفر سنة ست وتسعين وثلاث مائة . ودفن بمقبرة متعة وصلى عليه أحمد بن محمد بن يحيى بن زكرياء التميمي . قرأت ذلك بخط أحمد بن محمد بن وليد . وكان من أصحابه .
سليمان بن هشام بن وليد بن كليب المقرئ المعروف : بابن الغماز ؛ يكنى : أبا الربيع وأبا أيوب .
سكن قرطبة وأخذ بها عن أبي الحسن الأنطاكي وروى بالمشرق عن أبي الطيب ابن غلبون المقرىء وأبي بكر الأذفوي وأكثر عنهما وعن غيرهما . ذكره أبو عمر بن الحذاء وقال : كان أحفظ من لقيت بالقراءات وأكثرهم ملازمة للاقراء بالليل والنهار . وكان أطيب من لقيت صوتا بالقرآن .
وذكره أبو عمرو وقال : كان ذا ضبط وحفظ للحروف وحسن اللفظ بالقرآن وقد أخذ عنه أبو عمرو C . قال ابن حيان : حكى لي أبو محمد بن الحسين عن الربيع هذا أنه قال : حججت على شدة فقر فوردت زمزم وقد رويت الحديث في مائها أنه لما شرب له . فكرعت حتى تضلعت ثم دعوت الله فأخلصلت وقلت : اللهم إني مصدق ما أداه رسولك الأمين في بركة هذا الشرب المعين من أنه لما شرب له . فقد شربت اللهم بنية الدعاء واثقا باستجابتك . وإني أسألك غني فقري في دعة وأسماء اسمي فيما انتحله بحقيقة ثم الشهادة في سبيلك والزلفي بها لديك . قال : فما أبعدت أن تعرفت الإستجابة في الثنتين وإني لمنتظر الثالثة . أما القرآن فما أحسب أن بأرضي أعلم به مني وأما الغنى فقد نلت منه حاجتي وقد كان نوه به سليمان بن الحكم المستعين وأجلسه للاقراء بالمسجد الجامع بقرطبة وأصاب ثراء ورفعة وأرجو ألا يحرمني الله الثالثة مع نفاري عنها . فخرج مع سليمان يقيم له صلاته على رسمه مع من قبله من الأمراء فأصيب في وجهه معه في الهزيمة بعقبة البقر في صدر شوال سنة أربع مائة C .
سليمان بن إبراهيم بن سليمان الغافقي : من أهل إشبيلية يكنى : أبا أيوب ويعرف : بالروح بونه .
أخذ قديما عن جماعة من علماء بلده . وكان رجلا صالحا حدث عنه إسماعيل بن محمد بن خزرج وكان جده لأمه .
سليمان بن عبد الغافر بن بنج مال الأموي القريشي الزاهد : سكن قرطبة يكنى : أبا أيوب .
كان : من أهل الزهد والتقلل في الدنيا وخاتمة الزهاد والصلحاء . وكان : من أهل الاجتهاد والورع وكان يلبس الصوف ويستشعره ويمشي حافيا ولا يقبل من أحد شيئا وكان معروفا بإجابة الدعوة وبكى من خشية الله حتى كف بصره وكان كثير الذكر للموت وكان كثيرا ما يقول إذا سئل عن حاله . كيف تكون حاله من الدنيا داره وإبليس جاره ومن تكتب أعماله وأخباره . وكان يحمل هذا الكلام عن بعض من لقيه من الصالحين .
وكان كثير الدعاء لخاصة المسلمين وعامتهم مجتهدا في ذلك . وكان مولده C سنة إحدى وثلاث مائة . توفي C : في ذي القعدة سنة أربع مائة وهو ابن ثمان وتسعين سنة أو نحوها . ذكر هذا كله القاضي يونس بن عبد الله وذكر أن اسمه سليمان وذكر غيره أن اسمه محمد . وما ذكره يونس C أثبت إن شاء الله