وذكره أبو عمر بن الحذاء في كتاب رواياته فقال : الوزير القاضي أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس قاضي الجماعة بقرطبة وكان قبل القضاء صاحب المظالم وكان عدلا شديدا في أحكامه وكان عالما بالحديث والتقييد له واسع الرواية . كتب الحديث عمره كله وكان : من أبناء الدنيا فلما ولي القضاء غير زية وترك زي الوزراء وعاد إلى أخصر زي الفقهاء C . أملي علينا مجالس من حديثه من حفظه وأجاز لي جميع رواياته . وقال لي شيخنا أبو محمد بن عتاب . رأيت بخط القاضي أبي المطرف بن فطيس حديثا ذكر أنه رحل فيه وحده إلى بعض كور الأندلس حتى سمعه من الشيخ الذي رواه وانصرف . ثم قرأت بعد ذلك بخط ابن فطيس على ظهر حديث سفيان بن عيينة رواية ابن المقرىء عنه : رحلت في حديث سفيان إلى أبي سعيد يعني عثمان بن سعيد بن الدراج : إلى إلبيرة فسمعته منه وانصرفت وسمعناه منه في رجب سنة سبعين وثلاث مائة .
عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن ذنين بن عاصم بن إدريس بن بهلول ابن أزراق بن عبد الله بن محمد الصدفي : من أهل طليطلة يكنى : أبا المطرف .
روى عن أبي المطرف عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج وأبي القاسم مسلمة بن القاسم وأبي العباس بن تميم بن محمد وغيرهم . ورحل إلى المشرق سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة فحج ولقي بمكة : أبا القاسم السقطي وأبا الطاهر العجيفي ولقي بمصر : أبا بكر بن إسماعيل وأبا الطيب بن غلبون وأبا إسحاق التمار وغيرهم .
ولقي بالقيروان : أبا محمد بن أبي زيد وأبا جعفر بن دحمون وغيرهما . وكان له سماع كثير وعناية بالحديث وشهر بالعلم والعمل والفضل والتعفف والورع وكانت تقرأ عليه كتب الزهد والرقائق وكان يعظ الناس بها ويذكرهم وكان قد نسخ أكثر كتبه بخطه . وكان ثبتا في روايته متحريا فيها وكان الناس يرحلون إليه لسعة روايته وثقته وفضله .
ومن تواليفه كتاب عشرة النساء في عدة أجزاء وكتاب المناسك وكتاب الأمراض وغير ذلك . روى عنه ابنه عبد الله وجماعة سواه . قال ابنه : ولد سنة سبع وعشرين وثلاث مائة وتوفي C في ذي القعدة سنة ثلاث وأربع مئة وهو ابن تسع وسبعين سنة .
عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد البكري يعرف : بابن عجب . من أهل قرطبة يكنى : أبا المطرف .
كان أحد الحفاظ للمسائل المستبحرين في الرأي وكان في عداد المشاورين بقرطبة وتوفي لليلتين خلتا من المحرم سنة أربع وأربع مئة ودفن بمقبرة كلع وصلى عليه حماد الزاهد . ذكره ابن حيان .
عبد الرحمن بن عبد الله بن حماد : من أهل مجريط يكنى : أبا المطرف .
روى عن أبي المطرف عبد الرحمن بن مدراج وعبدوس بن محمد وأبي بكر الزبيدي وأبي عمر بن الهندي وأبي عبد الله بن العطار وأبي عبد الله بن أبي زمنين وغيرهم . وكان ثقة فيما رواه فاضلا دينا عفيفا متواضعا .
قال ابنه يوسف بن عبد الرحمن : توفي أبي C في صفر سنة سبع وأربع مئة وهو ابن سبع وسبعين سنة .
عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرف بن عبد الرحمن المعافري قاضي الجماعة بقرطبة يكنى : أبا المطرف . وأصله من باغه .
استقضاه الخليفة هشام بن الحكم بقرطبة في دولته الثانية يوم عرفة سنة اثنتين وأربع مئة . وكان : من أفاضل الرجال أولى النباهة وكان قد عمل بالقضاء على عدة كور بالأندلس وكان محمود السيرة جميل الطريقة وكان الأغلب عليه الأدب والرواية وكان قليل الفقه فلم يزل يتولى القضاء على سداد واستقامة وهو يواصل الاستعفاء ويلح فيه إلى أن أعفاه السلطان فعزله عن القضاء يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة ثلاث وأربع مئة . وانصرف عن العمل محمود السيرة لم تتعلق به لائمة كان عدلا في أحكامه سمحا في أخلاقه جيد المعاشرة لإخوانه بارا بالناس محبوبا منهم مسعفا لهم في حوائجهم طالبا للسلامة من جميعهم قنوعا قليل الرغبة واسع الكف بالعطية والصدقة شديد الاحتمال للأذى قد بذ في ذلك على مراجيح الحلماء . وكانت مدة نظره في القضاء بقرطبة سبعة أشهر وثلاثة عشر يوما . ولما وصل كتابه بالعزل اشتد سروره وأعلن شكر الله عليه وأبرز في الوقت مديا من قمح فتصدق به ودخل بيته فعاود طريقته من الزهد والانقباض إلى أن مضى لسبيله مستورا