56 - مسألة القول في إعراب الاسم الواقع بعد مذ ومنذ .
ذهب الكوفيون إلى أن مذ ومنذ إذا ارتفع الاسم بعدهما ارتفع بتقدير فعل محذوف .
وذهب أبو زكرياء يحيى بن زياد الفراء إلى أنه يرتفع بتقدير مبتدأ محذوف .
وذهب البصريون إلى أنهما يكونان اسمين مبتدأين ويرتفع ما بعدهما لأنه خبر عنهما ويكونان حرفين جارين فيكون ما بعدهما مجرورا بهما .
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا الدليل على أن الاسم بعدهما يرتفع بتقدير فعل محذوف أنهما مركبان من من وإذ فتغيرا عن حالهما في إفراد كل واحد منهما فحذفت الهمزة ووصلت من بالذال وضمت الميم للفرق بين حالة الإفراد والتركيب .
والذي يدل على أن الأصل فيهما من وإذ أن من العرب من يقول في منذ منذ بكسر الميم فكسر الميم يدل على أنها مركبة من من وإذ وإذا ثبت أنها مركبة من من وإذ كان الرفع بعدهما بتقدير فعل لأن الفعل يحسن بعد إذ والتقدير ما رأيته مذ مضى يومان ومنذ مضى ليلتان فأما إذا كان الاسم بعدهما مخفوضا كان الخفض بهما اعتبارا بمن ولهذا المعنى كان الخفض بمنذ أجود من مذ لظهور نون من فيها تغليبا لمن والرفع بمذ أجود لحذف نون من منها تغليبا لإذ والذي يدل على أن