تقول : قريت وتوضّيت . فقال له سيبويه : كيف تقول في أفعلُ منه قال : أقرأ . وزاد أبو العباس هنا : فقال له سيبويه : فقد تركَت مذهبك أي لو كان البدل قويّا للزم ( ووجب ) أن تقول : أقرِي كرميت أرمِي . وهذا بيان . باب في حرف اللِين المجهول .
وذلك مَدّة الإنكار نحو قولك في جواب من قال : رأيت بكرا : أَبكرِنيه وفي جاءني محمد : أمحمدُنيه وفي مررت على قاسم : أقاسِمِنيه ! وذلك أنك ألحقت مدّة الإنكار وهي لا محالة ساكنة فوافقت التنوين ساكنا فكسر ( لالتقاء الساكنين ) فوجب أن تكون المدّة ياء لتتبع الكسرة . وأيّ المدّات الثلاث كانت فإنها لابدّ أن توجد في اللفظ بعد كسرة التنوين ياء لأنها إن كانت في الأصل ياء فقد كُفِينا النظر في أمرها . وإن كانت ألِفا أو واوا فالكسرة قبلها تقلبها إلى الياء البتّة .
فإن قيل : أفتنصّ في هذه المَدّة على حرف معيَّن : الألف أو الياء أو الواو .
قيل لم تظهر في شيء من الإنكار على صورة مخصوصة فيقطعَ بها عليها دون أختيها وإنما تأتي تابعة لما قبلها ألا تراك تقول في قام عُمَر : أعمروه وفي رأيت أحمد : أأحمداه وفي مررت بالرجل آلرجليه وليست كذلك مَدّة الندبة لأن تلك ألف لا محالة وليست مَدّة مجهولة مدبَّرة بما قبلها ألا تراها تَفتح ما قبلها أبدا مالم تُحدث هناك لَبْسا ونحو ذلك نحو وازيداه ولم يقولوا : وازيدوه وإن