ألفا أصلا في قولهم : هاءِ وعاءِ وحاءِ . فهي هنا كألف قاف وكاف ودال ( ولام ) أصلُ غير زائدة ولا منقلبة وهي في هاهيت وأختيها ( عين منقلبة ) عن ياء عندهم أَفلا ترى إلى استحالة التقدير فيها وتلعّب الصنعة بها .
ونحو من ذلك قولهم دعدعت بالغنم إذا قلت لها : داعِ داعِ وجهجهت بالإبل إذا قلت لها : جاه جاه فجرى دعدعت وجهجهت عندهم الآن مجرى قلقلت ( وصلصلت ) ولو راعيت أصولها وعملت على ملاحظة أوائل أحوالها لكانت فلفلت لأن الألف التي هي عين عند تجشّم التمثيل في داع وجاه قد حذفت في دعدعت وجهجهت . وقد كنتُ عملت كتاب الزجر عن ثابت بن محمد وشرحت أحوال تصريف ألفاظه واشتقاقِها فجاء منه شيء صالح وطريف . وإذا ضممته إلى هذا الفصل كَثُر به وأنِس بانضمامه إليه . باب في الامتناع من نقض الغرض .
اعلم أن هذا المعنى الذي تحامته العرب - أعني امتناعها من نقض أغراضها - يشبه البَدَاء الذي تروم اليهود إلزامنا إياه في نسخ الشرائع وامتناعهم منه إلا أنّ الذي