من أبي المنهال هذا الغَنَاءُ والنجْدة فإذا ذكر فكأنه قد ذُكرا فيصير معناه إلى أنه كأنه قال : أنا المغني في بعض الأحيان أو أنا النجد في بعض تلك الأوقات .
أفلا تراك كيف انتزعت من العَلَم الذي هو ( أبو المنهال ) معنى الصفة والفعلية . ومنه قولهم في الخبر . إنما سُمِّيت هانئا لنهنأ . وعليه جاء نابغة لأنه نبغ فسمّى بذلك . فهذا - لعمري - صفة غلبت فبقي عليها بعد التسمية بها بعصُ ما كانت تفيده من معنى الفعل من قبل . وعليه مذهب الكتاب في ترك صرف أحمر إذا سميَّ به ثم نكِّر . وقد ذكرنا ذلك في غير موضع ( إلا أنك ) على الأحوال قد انتزعت من العَلَم معنى الصفة . وقد مرّ بهذا الموضع الطائيّ الكبير فأحسن فيه واستوفى معناه فقال : .
( فلا تَحْسَباً هِنْداً لها الغدرُ وحدها ... سجِيَّةُ نفسٍ كلُّ غانية هند .
فقوله ( كلُّ غانية هند ) متناه في معناه وآخذ لأقصى مداه ألا ( ترى أنه ) كأنه قال : كلُّ غانية غادرة أو قاطعة ( أو خائنة ) أو نحو ذلك