هذا رجل مات نساؤه شيئا فشيئا فتظلّم من مَلَك الموت عليه السلام . وحقيقة لفظه غلط وفساد . وذلك أن هذا الأعرابيّ لمّا سمعهم يقولون : مَلَك الموت وكثر ذلك في الكلام سبق إليه أن هذه اللفظة مركبة من ظاهر لفظها فصارت عنده كأنها فَعَلى لأنّ مَلَكا في اللفظ ( على صورة ) فَلَك فبنى منها فاعِلا فقال : مالِك موتٍ وغدا مالك فصار في ظاهر لفظه كأنه فاعِل وإنما مالك هنا على الحقيقة والتحصيل ما فِل كما أن مَلَكا على التحقيق مَفَل وأصله مَلأَك فأُلزمت همزته التخفيف فصار مَلَكا . واللام فيه فاء والهمزة عين والكاف لام هذا أصل تركيبه وهو ( ل أ ك ) وعليه تصرّفه ومجيء الفعل ( منه في الأمر الأكثر ) قال : .
( ألِكْني إليها وخيرُ الرسول ... أعلمهم بنواحي الخبرْ ) .
وأصله : ألْئِكني فخففت همزته . وقال : .
( ألِكْنِي إليها عَمْرَك اللهَ يا فتى ... بآية ما جاءت إلينا تهاديَا ) .
وقال : .
( ألِكْني إلى قومي السلام رَسالة ... بآية ما كانوا ضعافا ولا عُزْلا ) .
( وقال يونس ألك يِألك )