ذهب إلى الجنَّة فأنَّث . قال أبو حاتم : فقال لي التوّزي : يا عاقل ! أما سمعت قول الناس : أسألك الفردوس الأعلى ( فقلت : يا نائم : الأعلى هنا ) أفعل لا فَعْلَى ! قال أبو الفتح : لا وجه لذكره هنا لأن الأعلى لا يكون أبدا فعلى .
أبو عثمان قال : قال لي أبو عُبَيدة : ما أكذب النحويين ! يقولون : إن هاء التأنيث لا تدخل على ألف التأنيث وسمعتُ رؤبة ينشد : .
( فكَرَّ في عَلْقَي وفي مُكور ... ) .
فقلت له : ما واحد العلقي فقال : عَلْقاة . قال أبو عثمان : فلم أفسِّر له لأنه كان أغلظ من أن يفهم مثل هذا . وقد ذكرنا نحو هذا فيما قبل أو شرحناه .
قال أبو الفتح : قد أتينا في هذا الباب من هذا الشأن على أكثر مما يحتمله هذا الكتاب تأنيسا به وبسطا للنفس بقراءته . وفيه أضعاف هذا إلا أن في هذا كافيا من غيره بعون الله . باب في صدق النَقَلة وثقة الرُواة والحَمَلة .
هذا موضع من هذا الأمر لا يعرِف صحَّته إلا مَن تصوّر أحوال السلف فيه تصوّرهم ورآهم من الوفور والجلالة بأعيانهم واعتقد في هذا العلم الكريم ما يجب اعتقاده له وعلم أنه لم يوفَّق لاختراعه وابتداء قوانينه وأوضاعه إلا البَرّ عند الله سبحانه الحظيظ بما نوّه به وأعلى شأنه . أوَ لا يعلم أن أمير المؤمنين