قياسا وسماعا كأنه أصل للجرّ في هذا الحسن الوجه وسنأتي على بقيَّة هذا الموضع في باب نفرده له بإذن الله .
لكن ما اجازه أبو العبَاس وذهب إليه في باب ضَرَبْنَ وضربت من تسكين اللامِ لحركة الضمير وتحريك الضمير لسكون اللامِ شنيع الظاهر والعذر فيه أضعف منه في مسئلة الكتاب ألاترى ان الشىء لا يكون عِلَّة نفسه وإذا لم يكن كذلك كان مِنْ ان يكون علَّةَ علّتِه أبعد وليس كذلك قول سيبويه وذلك أن الفروع إذا تمكنت قويت قوة تسوغ حمل الأصول عليها وذلك لإرادتهم تثبيت الفرع والشهادة له بقوة الحكم باب في الرد على من اعتقد فساد علل النحويين لضعفه هو في نفسه عن إحكام العلة .
اعلم أن هذا الموضع هو الذى يتعسف بأكثر من ترى وذلك أنه لا يعرف أغراض القوم فيرى لذلك أن ما أوردوه من العلة ضعيف واه ساقط غير متعال .
وهذا كقولهم يقول النحويون إن الفاعل رفع والمفعول به نصب وقد ترى الأمر بضد ذلك ألا ترانا نقول ضرب زيد فنرفعه وإن كان مفعولا به ونقول إن زيدا قام مننصبه وإن كان فاعلا ونقول عجبت من قيام زيد فنجرُّه وإن كان فاعلا ونقول أيضا قد قال الله عزّ وجلّ ( ومِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ ) فرفع ( حَيثُ ) وإن كان بعد حرِف الخفض ومثله عندهم في الشناعة قوله عزَّ وجلّ ( للّه الأمر من قبلُ ومن بعدُ ) وما يجري هذا المجرى