غيره مما يعلو فيه قولُه ويعنو لسداده وصّحته خصمُه وذلك أن مِن في بيت الاعشى إنما هي كالتي في قولنا انت من الناس حُرٌّ وهذا الفرس من الخيل كريم فكأنه قال لستَ من بيِنهم بالكثير الحَصَى ولست فيهم بالأكثر حَصًى فاعرف ذلك .
باب في الإعتلال لهم بأفعالهم .
ظاهر هذا الحديثِ طريف ومحصوله صحيح وذلك إِذا كان الاوَّل المردود اليه الثاني جاريا على صِحّةِ عِلّةٍ 0 .
مِن ذلك أن يقول قائل : إذا كان الفعل قد حذِف في الموضع الذي لو ظهر فيه لما أفسد معنى كان ترك إظهاره في الموضع الذي لو ظهر فيه لأحال المعنى وأفسده أولى وأحجى ألا ترى أنهم يقولون : الذي في الدار زيد وأصله الذي استقر أو ثبت في الدار زيد ولو أظهروا هذا الفعل هنا لما أحال معنىً ولا أزال غَرَضا فكيف بهم في ترك إظهاره في النداء ألا ترى انه لو تُجُشِّم إظهاره فقيل : " أدعو زيدا وأنادى زيدا لاستحال أمر النداءِ فصار إلى لفظِ الخبر المحتمل للصدق والكذب والنداء مِمّا لا يصحّ فيه تصديق ولا تكذيب .
ومن الاعتلال لهم بأفعالهم ان تقول : إذا كان اسم الفاعل على قوَّةِ تحمّله للضمير - متى جرى على غير مَن هو له - صِفةً أو صِلةً او حالا او خبرا لم يحتمل الضمِيرَ كما يحتمله الفعل فما ظنُّك بالصفة المشبَّهة باسم الفاعل نحو