اجتماع الحركات الذي لا يوجد في الواحد فأسكنوا اللام إصلاحا للَّفظ فقالوا ضربْت ودخلْنا وخرجتم نعم وقد كان يجتمع فيهِ أيضا خمس متحركات نحو خرجتما فالإسكان إذَّا أشدّ وجوبا وطريق إصلاح اللفظ كثير واسع فتفطّن له .
ومن ذلك أنهم لمَّا أرادوا أن يِصفوا المعرفة بالجملة كما وصفوا بها النكرة ولم يجز أن يُجروها عليها لكونها نكرة أصلحوا اللفظ بإدخال الذي لتباشر بلفظ حرف التعريف المعرفة فقالوا مررت بزيد الذي قام أخوه ونحوه .
باب في تلاقي اللغة .
هذا موضع لم أسمع فيِه لأحدٍ شيئا إلا لأبي علىّ C .
وذلك انه كان يقول في باب أجمع وجمعاء وما يتبع ذلك من أكتع وكتعاء وبقيّتِه إن هذا اتّفاق وتوارُد وقع في اللغة على غير ما كان في وزنه منها قال لأن باب أفعل وفعلاء إنما هو للصفات وجميعها تجئ على هذا الوضع نكراتٍ نحوأحمر وحمراء وأصفر وصفراء وأسود وسوادء وأبلق وبلقاء وأخرق وخرقاء هذا كلُّه صفات نكرات فأمَّا أجمع وجمعاء فاسمان معرفتان وليسا بصفتين فإنما ذلك اتّفاق وقع بين هذه الكِلَم المؤكَّد بها .
قال ومثله ليلٌة طَلْقة وليالٍ طوالق قال فليس طوالق تكسيرَ طلَقْة لأن فعَلْة لا تكسَّر على فواعل وإنما طوالق جمع طالقة وقعت موقع جمع طَلْقة