وكذلك أيْهَم ويهماء ليسا كأدهم ودهماء لأمرين احدهما ان الأيهم الجمل الهائج أو السيل واليهماء الفلاة فهما مختلفان والآخر أنّ أيْهم لو كان مذكَّر يَهْماء لوجب أن يأتي فيهما يُهْم كُدْهم ولم نسمع ذلك فعلمت بذلك أن هذا تلاقٍ بين اللغة وأن أيْهم لا مؤنّث له ويهماء لا مذكَّرلها .
ومن التلاقي قولهم في العَلَم أسلم وسُلْمَى وليس هذا كالأكبر والكبرى لأنه ليس وصفا فتأمَّل أمثاله في اللغة ومثله شتَّان وشتّى إنما هما كَسْرعان وسكرى .
وإنما وضعت من هذا الحديث رَسْما لتتنبَّه على ما يجىء من مثله فتعلمَ به أنه توارد وتلاقٍ وقع في أثناء هذه اللغة عن غير قصدٍ له ولا مراسَلة بين بعضه وبعض .
وليس من هذا الباب سَعْد وَسْعدة من قبل أن هاتين صفتان مَسُوقتان على منهاج واستمرارٍ فَسْعد من سَعْدة كَجْلد من جَلْدة وَنْدبٍ من نَدْبة ألا تراك تقول هذا يوْم سَعْد وهذه ليلة سَعْدة كما تقول هذا شعر جَعْد وهذه جُمةٌ جَعْدة فأعرف ذلك إلى ما يِلِيه وقِسْه بما قَّررتُه عليه بإذن اللّه تعالى .
باب في هل يجوز لنا في الشعر من الضرورة ما جاز للعرب أوْلا .
سألت أبا عليّ رحمة اللّه عن هذا فقال كما جاز أن نقيس منثورنا على منثورهم فكذلك يجوز لنا أن نقيس شعرنا على شعرهم فما أجازته الضرورة لهم أجازته لنا وما حظَرته عليهم حظرته علينا