فقوله والأنباء تنِمى اعتراض بين الفعل وفاعله وهذا أحسن مأخذاً في الشعر مِن أن يكون في يأتيك ضمير من متقدّم مذكور فامّا ما أنشده أبو عليّ من قول الشاعر .
( أتنسَى لا هداك الله ليلى ... وعهدُ شبابِها الحَسَنُ الجمِيلُ ) .
( كأنَّ وقد أتى حَوْل جدِيد ... أثافَيِها حَمَامات مُثُول ) فإنه لا اعتراض فيهِ وذلك أن الاعتراض لا موضِع له من الإعراب ولا يعمل فيه شىء من الكلام المعترَض به بين بعضه وبعض على ما تقدَّم فأماَّ قوله وقد أتى حوْل جديد فذو موضع من الإعراب وموضعه النصب بما في كأنَّ من معنى التشبيه ألا ترى ان معناه أشبهَتْ وقد أتى حَوْلٌ جدِيد حَماَمات مُثُولا او أُشبهِّها وقد مضى حَوْل جديد بِحماماتٍ مثولٍ أي أشبهِّها في هذا الوقت وعلى هذه الحال بكذا وأنشدنا .
( أرانِي ولا كُفران لِلِه أيَّةً ... لنفسي لقد طالبتُ غير مُنيِلِ )