وإنما جاز ذلك في هذا الموضع لا لشىء رجع إلى نفِس أو بل لقرينه انضمَّت من جهة المعنى إلى أو وذلك لإنه قد عُرِف أنه إنما رُغِّب في مجالسة الحسن لِما لمِجالِسِةِ في ذلك من الحظّ وهذه الحال موجودة في مجالسةِ ابن سيرين أيضا وكأنه قال جالِسْ هذا الضرب من الناس وعلى ذلك جرى النهى في هذا الَطِرزِ من القول في قول الله سبحانه ( وَلاَ تُطِعْ مِنْهُم آثِماً أَوْ كَفُورًا ) وكأنه والله أعلم قال لا تطع هذا الضرب من الناس ثم إنه لما رأى أو في هذا الموضع قد جرت مجرى الواوِ تدرَّج من ذلك إلى غيره فأجراها مجرى الواو في موضع عار من هذه القرينة التي سوَّغته استعمِال أو في معنى الواو ألا تراه كيف قال .
( وكان سِيَّان أَّلا يَسرحوا نَعَما ... أو يَسْرَحوه بِها واغبرِت السُوحُ ) وسواء وسِيَّان لا يستعمل إلا بالواو وعليه قول الآخر .
( فِسيَّانِ حَرْبٌ أو تُبوءوا بمثلِهِ ... وقد يقبل الضيمَ الذليِل المُسَّير )