على كل قولٍ وكل تقدير : تياهير . وكذلك المسموع عن العرب أيضا في تكسيرها .
والقلب في كلامهم كثير . وقد قدّمنا في أول هذا الباب أنه متى أمكن تناول الكلمة على ظاهرها لم يَجُز العدول عن ذلك بها وإن دعت ضرورة إلى القول بقلبها كان ذلك مُضْطَّرا إليه لا مختارا باب في الحرفين المتقاربين يُستعمل أحدُهما مكان صاحبه .
اعلم أن هذا الباب لاحق بما قبله وتالٍ له . فمتى أمكن أن يكون الحرفان جميعا أصلين ( كل واحد منهما قائم برأسه ) لم يَسُغ العدول عن الحكم بذلك . فإن دلّ دالّ أو دعَتْ ضرورةٌ إلى القول بإبدال أحدهما من صاحبه عُمِل بموجَب الدلالة وصير إلى مقتضَى الصنعة .
ومن ذلك سُكَّر طَبَرْزَل وطَبَرْزَن : هما متساويان في الاستعمال فلست بأن تجعل أحدهما أضلا لصاحبه أولى منك بحمله على ضدّه .
ومن ذلك قولهم : هتلتِ السماء وهتنت : هما أصلان ألا تراهما متساويين في التصرُّف يقولون : هتنتِ السماء تَهْتِن تهْتانا وهتلت تهتل تهتالا وهي سحائب هُتَّن وهُتَّل قال امرؤ القيس :