بِيعٌ . وسألت أبا عليّ C فقلت : لو أردنا فُعْلات مما عينه ياء لا نريد بها أن تكون جارية على فِعْلة كتِينة وتيِنات فقال أقول على هذا الشرط : تُونات وأجراها لبعدها عن الطَرَف مُجرى واو عُوطَطٍ .
ومن ذلك أن تبنى من غَزَوت مثلَ إصبُع بضم الباء فتقول : إغزٍ . وكذلك إن أردت مثل إصبِع قلت أيضا : إغزٍ . فيستوى لفظ إفْعُل ولفظ إفْعِل . وذلك أنك تبدل من الضمّة قبل الواو كسرة فتقلبها ياء فيستوى حينئذ لفظها ولفظ إفعل . وإصبُع وان كانت مستكرهة لخروجك من كسر إلى ضمّ بناء لازما محكيَّةٌ تروى عن متقدميّ أصحابنا .
وما يخرج إلى لفظ واحد عن أصلين مختلفين كثير لكن هذا مذهبه وطريقه فاعرفه وقسْه .
ومن ذلك قولك في جمع تعزِية وتَعْزُوة جميعا : تَعَازٍ ( وكذلك اللفظ بمصدر تعازَينا أي عَزَى بعضُنا بعضا : تعازٍ ) يا فتى . فهذه تفاعُل كتضارُب وتحاسد وأصلها تعازُوٌ ثم تعازِىٌ ثم تعازٍ . فأما ( تَعَازٍ ) في الجمع فأصل عينها الكسر كتتافِل وتناضِب جمع تَتْفُل وتَنْضُبٍ . ونظائره كثيرة