ومن مشابهة الحركة للحرف أنك تفصل بها ولا تصل إلى الإدغام معها كما تفصل بالحرف ولا تصل إلى الإدغام معه . وذلك قولك : وتد ويطد . فحجزت الحركة بين المتقارِبين كما يحجز الحرفُ بينهما نحو شمليل وحبربر .
ومنها أنهم قد أجروا الحرف المتحرك مجرى الحرف المشدد . وذلك أنه إذا وقع رويا في الشعر المقيد سكن كما أن الحرف المشدد إذا وقع روياً في الشعر المقيد خفف . فالمتحرك نحو قوله : .
( وقاتم الأعماق خاوى المخترق ... ) .
فأسكن القاف وهى مجرورة . والمشدد نحو قوله : .
( أصحوتَ اليوم أم شاقتك هِرّْ ... ) .
فحذف إحدى الراءين كما حذف الحركة من قاف المخترق . وهذا إن شئت قلبته فقلت : إن الحرف أجرى فيه مجرى الحركة وجعلت الموضع في الحذف للحركة ثم لحق بها فيه الحرف . وهو عندى أقيس .
ومنها استكراههم اختلاف التوجيه : أن يجمع مع الفتحة غيرها من أختيها نحو جمعه بين المخترق وبين العقق والحمق . فكراهيتهم هذا نحو من امتناعهم من الجمع بين الألف مع الياء والواو ردْفين