وذلك أن يكون الفاعل مفصولا عنه مرفوعا به . وذلك نحو قولك : أزيد قام . فزيد مرفوع بفعل مضمر محذوف خالٍ من الفاعل لأنك تريد : أقام زيد فلما أضمرته فسرته بقولك : قام . وكذلك ( إذا السماءُ انشقَّتْ ) و ( إذا الشمس كوِّرت ) و ( إن امرؤ هلك ) و ( لو أنتم تملِكونَ خزائنَ رَحْمةِ رَبِّى ) ونحوه الفعل فيه مضمر وحده أي إذا انشقت السماء وإذا كورت الشمسُ وإن هلك امرؤ ولو تملكون . وعليه قوله : .
( إذا ابنُ أبى موسى بلالٌ بلغتِه ... فقام بفأس بين وُصْلَيْكِ جازر ) .
أي إذا بُلغ ابنُ أبى موسى . وعبرة هذا أن الفعل المضمر إذا كان بعده اسم منصوب به ففيه فاعله مضمرا . وإن كان بعده المرفوع به فهو مضمر مجردا من الفاعل ألا ترى أنه لا يرتفع فاعلان به . وربما جاء بعده المرفوع والمنصوب جميعا نحو قولهم : أما أنت منطلقا انطلقتُ معك ( تقديره : لأن كنت منطلقا انطلقتُ معك ) فحذف الفعل فصار تقديره : لأنّ انت منطلقا ( وكرهت ) مباشرة