وهذا مشبه بخفت وأردت . وحكى ابن الاعرابي في ظننت ظَنْتُ . وهذا كله لا يقاس عليه لا تقول في شمِمْت : شَمْت ولا شِمْت ولا فيِ ( أقضضت : أقضَت ) .
فأما قول أبى الحسن في مثال اطمان من الضرب : اضربب وقول النحويين فيه : اضربب فليس تحريفا وإنما هذا عند كل واحد من القبيلين هو الصواب .
ومن تحريف الفعل ما جاء منه مقلوبا كقولهم في اضمحل : امضحل وفي أطيب : أيطب وفي أكفهر : اكرهف وما كان مثله . فأما جذب وجبذ فأصلان لأن كل واحد منهما متصرف وذو مصدر كقولك : جذب يجذب جذبا وهو جاذب وجبذ يجبذ جبذا وهو جابذ وفلان مجبوذ ومجذوب ( فإذا ) تصرفا هكذا لم يكن أحدهما بأن يكون أصلا لصاحبه أولى من أن يكون صاحبه أصلا له .
وأما قولهم : أيس فمقلوب من يئس . ودليل ذلك من وجهين .
أحدهما ( أن لا مصدر ) لقولهم : أيس . فأما الإياس فمصدر أست . قال أبو علي : وسموا الرجل إياسا كما سموه عطاء لأن أست : أعطيت . ومثله