كقيام . وإنما استُروح إلى قلب الواو ياء لِما يُعْقِب من الخِفّ كقولهم في صِوار البقر : صيار وفي الصِوانِ للتخت صِيان . ( وكان ) يجب على هذا أنْ متى زالت هذه الكسرة عن لام ( لياح ) أن تعود الواو . وقد قالوا مع هذا : أبيض لَيَاح فأقرّوا القلب بحاله مْع زوال ما كانوا سامحوا أنفسهم في القلب به على ضعفه . ووجه التأوّل منهم في هذا أن قالوا : لمَّا لم يكن القلب مع الكسر عن وجوب واستحكام وإنما ظاهره وباطنه العدول عن الواو إلى الياء هربا منها إليها وطلبا لخفّتها لم تراجَع الواو لزوال الكسرة إذ مثْلها في هذا الموضع في غالب الأمر ساقط غير مؤَثرِّ نحو خِوان وزوان وقِوام وعِواد مصدرَيْ قاومت وعاودت فمضينا على السَمْت في الإقامة على الياء . أفلا ترى إلى ضعف حكم الكسرة في ( لياح ) الذي كان مثله قِمنا بسقوطه لأدنى عارض يعرض له فينقضه كيف صار سببا وداعيا إلى استمراره والتعدّي به إلى ما يعري منه والتعذر في إقرار الحكم به . وهذا ظاهر .
ومن ذلك أن الادّغام يكون في المعتل سببا للصحّة نحو قولك في فِعَّل من القول : قِوَّل وعليه جاء اجلِوَّاذ . والادّغام نفسه يكون في الصحيح سببا