كقولك : امرأة جَوِية ولَوِية من الجَوَى واللَوَى فإن خفّفت حركة العين فأسكنتها قلت : طَوْية وجَوْية ولَوْية فصحَّحت العين ولم تعِلّها بالقلب والادغام لأن الحركة فيها منويَّة .
وعلى ذلك قالوا في فَعِلان من قويت : قَوِيَان فإن أسكنوا صحّحوا العين أيضا فقالوا : قَوْيان ولم يردّوا اللام أيضا وإن زالت الكسرة من قَبلها لأنها مرادة في العين فكذلك قالوا : عَوَى الكلب عَوْية تشبيها ( بباب امرأة ) جَوْية ولَوْية وقَوْيان هذا الذي نحن بصدَده .
فإن قلت : فهلاَّ قالوا أيضا على قياس هذا : طويت الثوب طَوْية وشويت اللحم شَوْية رجع الجواب الذي تقدم في أوّل الكتاب : من أنه لو فُعِل ذلك لكان قياسه قياس ما ذكرنا وأنه ليست لعَوَى فيه مزيَّة على طوى وشوى كما لم يكن لجاشم ولا قائم مزيَّة يجب لها العدل بهما إلى جُشَم وقُثَم على مالك وحاتم إذ لم يقولوا : مُلَك ولا حُتَم . وعلى أن ترك الاستكثار مما فيه إعلال أو استثقال هو القياس