الباب الثاني في شرح قولهم إن الإنسان يحكي دائرة وهمية وإن ذاته تبلغ بعد مماته إلى حيث يبلغ علمه في حياته .
قد تأملت أرشدنا الله وإياك إلى صواب القول والعمل وعصمنا من الخطأ والزلل هذا الذي قالوه واعتبرت ما ذكروه فوجدته يحتمل تأويلين .
أحدهما أن الإنسان يفتح نظره بشيء لا مادة له وينتهي نظره إلى شيء لا مادة له فيكون مرجع علمه ونظره إلى مثل مبدئه كما أن مبدأ صورة الإنسان من شيء لا مادة له وغايته أن يعود شيئا لا مادة له ولست أعني مبدأ صورة جسمه التي هي شكل هيولاه لأن هذه مبدؤها المادة وإنما المادة وإنما أعني مبدأ صورته الناطقة التي بها