الباب الثالث في شرح قولهم إن في قدرة العقل الجزئي أن يتصور بصورة العقل الكلي .
هذا أوضح الله لك الخفيات وأعانك على فهم أسرار الموجودات فرع لطيف تحته معنى شريف ومرادهم بهذا أن الإنسان مهيأ بفطرته إذا فاض عليه نور العقل فخرجت قوته الناطقة إلى الفعل لأن يتصور جميع الموجودات فيتحصل في عقله الجزئي الصور التي في العقل الكلي .
وذلك أن البارئ تعالى لما أبدع العقل الكلي أفاض عليه صورة الأشياء التي شاء إيجادها دفعة بلا زمان ولا حركة وأفاضها العقل الكلي على النفس الكلية على دفعه أيضا بلا زمان وإفاضتها النفس