@ 581 @ .
فيها ست مسائل $ المسألة الأولى $ .
ذم الله تعالى المنافقين والمقصرين في هذه السورة في آيات جملة ثم طبقهم طبقات عموما وخصوصا فقال ( ! < الأعراب أشد كفرا > ! ) وقال ( ! < ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما > ! ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات ) وهذا مدح يتميز به الفاضل من الناقص والمحق من المبطل ثم ذكر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ثم قال ( ! < وممن حولكم من الأعراب منافقون > ! ) وقال ( ! < ومن أهل المدينة مردوا على النفاق > ! ) أي استمروا عليه وتحققوا به .
وقال وآخرون يعني على التوسط خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ثم قال ( ! < وآخرون مرجون لأمر الله > ! ) وهم نحو من سبعة منهم أبو لبابة وكعب ومرارة وهلال جعلهم تحت المشيئة ورجأهم بالتوبة مشيرا إلى المغفرة والرحمة ثم قال ( ! < والذين اتخذوا مسجدا ضرارا > ! ) أسقط ابن عامر ونافع منهما الواو كأنه رده إلى من هو أهل ممن تقدم ذكره وزاد غيرهما الواو كأنه جعلهم صنفا آخر .
وقد قيل إن إسقاط الواو تجعله مبتدأ وليس كذلك بل هو لما تقدم وصف ولن يحتاج إلى إضمار وقد مهدناه في الملجئة $ المسألة الثانية في سبب نزول الآية $ .
روى أن اثنى عشر رجلا من المنافقين كلهم ينتمون إلى الأنصار بني عمرو بن عوف بنوا مسجدا ضرارا بمسجد قباء وجاؤوا إلى النبي وهو خارج إلى تبوك فقالوا يا رسول الله قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة وإنا نحب أن تأتينا وتصلي فيه لنا فقال النبي إني على جناح سفر وشغل ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلينا لكم فيه