@ 394 @ عجبت لمن لا يرغب في الباءة والله يقول ( ! < إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله > ! ) .
ومن حديث أبي هريرة أن رسول الله قال ثلاثة كلهم حق على الله عونه المجاهد في سبيل الله والناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الأداء .
فإن قلنا قد نجد الناكح لا يستغني .
قلنا عنه ثلاثة أجوبة .
الأول أنه يغنيه بإيتاء المال وقد يوجد ذلك .
الثاني يغنيه عن الباء بالعفة .
الثالث يغنيه بغنى النفس ولا يلزم أن يكون هذا كله على الدوام بل لو كان في لحظة واحدة لصدق الوعد .
وقد رأيت بعض علمائنا يقول إن هذا على الخصوص كما قدمناه في الجواب الأول وفي بعض الآثار الناكح معان والمكاتب معان وباغي الرجعة معان $ المسألة السادسة $ .
فإن قيل هذه الآية وإن وردت بلفظ واحد فإنها قد تناولت مختلفات الأحكام منها واجب ومنها غير واجب ومنها في البالغ ومنها في الصغير ومنها في الثيب ومنها في البكر .
قلنا هذا لا يؤثر في الخطاب فإن ذلك كثير في القرآن وأقرب منه الآية التي تلوناها آنفاً في قوله ( ! < ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن > ! ) إلى آخر الاثني عشر وجهاً وكل واحد يختلف في بابه والخطاب مشترك فيهم وإن كان الحكم يختلف في التعلق بهم