@ 214 @ الآيات الواردة فيها آيات بني النضير وإن كان قد دخل فيها بالعموم من قال بقولهم وفعل فعلهم وفيها آيتان الآية الأولى قوله تعالى ( ! < فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب > ! ) والثانية قوله تعالى ( ! < ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى > ! ) وفي الأنفال آية ثالثة وهي ( ! < واعلموا أنما غنمتم من شيء > ! ) .
واختلف الناس هل هي ثلاثة معان أو معنيان ولا إشكال في أنها ثلاثة معان في ثلاث آيات أما الآية الأولى فهي قوله ( ! < هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر > ! ) الحشر 2 ثم قال ( ! < وما أفاء الله على رسوله منهم > ! ) الحشر 6 يعني من أهل الكتاب معطوفاً عليه ( ! < فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب > ! ) يريد كما بينا فلا حق لكم فيه ولذلك قال عمر إنها كانت خالصة لرسول الله يعني بني النضير وما كان مثلها فهذه آية واحدة ومعنى متحد $ الآية السادسة $ .
قوله تعالى ( ! < ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى > ! ) الآية 7 .
وهذا كلامٌ مبتدأ غير الأول لمستحق غير الأول وسمّى الآية الثالثة آية الغنيمة ولا شك في أنه معنى آخر باستحقاق ثان لمستحق آخر بيد أن الآية الأولى والثانية اشتركتا في أن كل واحدة منهما تضمنت شيئا أفاءه الله على رسوله واقتضت الآية الأولى أنه حاصل بغير قتال واقتضت آية الأنفال أنه حاصل بقتال وعريت الآية الثالثة وهي قوله ( ! < ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى > ! ) عن ذكر حصوله لقتال أو لغير قتال فنشأ الخلاف من ها هنا فمن طائفة قالت هي ملحقة بالأولى وهو مال الصلح كله ونحوه ومن طائفة قالت هي ملحقة بالثانية وهي آية الأنفال .
والذين قالوا إنها ملحقة بآية الأنفال اختلفوا هل هي منسوخة كما تقدم أو محكمة وإلحاقها بشهادة الله بالأولى أولى لأن فيه تجديد فائدة ومعنى ومعلوم أن حمل الحرب على فائدة مجددة أولى من حمله على فائدة معادة وهذا القول ينظم لك